اطبع هذه الصفحة


المخاصمون عن ابن الراوندي وأشياء أخرى
(2-3)

عبدالرحمن بن عبدالله الصبيح


قال ابن كثير [بتصرف واختصار] "ابن الرواندي: هو محمد بن يحيى ابن إسحاق، أحد مشاهير الزنادقة الملحدين، عليه اللعنة من رب العالمين... صنف كتاباً في الرد على القرآن سمَّاه "الدامغ" وكتاباً في الرد على الشريعة و الاعتراض عليها سمَّاه "الزمرد"... وقد انتصب للرد عليه في كتبه هذه جماعة منهم: الشيخ أبو علي محمد الجبائي، شيخ المعتزلة في زمانه، و قد أجاد في ذلك" [البداية و النهاية 11/405].


قلتُ:
كان لبعض المعتزلة –بالرغم من ضلالهم- حَمية وغَيرة على الإسلام، ونفع الله بهم في مواطن، وأثنى عليهم العلماء؛ منهم شيخ الإسلام " الواحد من هؤلاء لم يعظمه من يعظمه من المسلمين إلا لما قام به من دين الإسلام الذي كان فيه موافقا لما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم فإن الواحد من هؤلاء له مساع مشكورة في نصر ما نصره من الإسلام والرد على طوائف من المخالفين لما جاء به الرسول فحمدهم والثناء عليهم بما لهم من السعي الداخل في طاعة الله ورسوله وإظهار العلم الصحيح الموافق لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم والمظهر لباطل من خالف الرسول وما من أحد من هؤلاء ومن هو أفضل منهم إلا وله غلط في مواضع" [ درء التعارض 4/227]

 تأمل –أخي- الميزان الدقيق الذي وضعه شيخ الإسلام " الواحد من هؤلاء لم يعظمه من يعظمه من المسلمين إلا لما قام به من دين الإسلام الذي كان فيه موافقا لما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم" ويُفهم من هذا أنَّ من لم يكن مثلهم في خطأهم وبدعتهم إذا لم يقف موقفهم المشكور فإنه لا يستحق أن يُعظم.

 ويقول:
"
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، ولهم في الرد على كثير من أهل الإلحاد و البدع، والانتصار لكثير من أهل السنة و الدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيها بعلم وصدق وعدل وإنصاف" [درء تعارض العقل والنقل 1/283].

ذكر الدكتور خالد الغامدي في [الصراع العقائدي في الأندلس خلال ثمانية قرون بين المسلمين و النصارى من الفتح الإسلامي (92هـ) حتى سقوط غرناطة (897هـ)] أسماء عدد من المعتزلة الذين صنفوا في الرد على النصارى منهم: أبو سهل بشر بن معمر، القاضي عبدالجبار المعتزلي، أبو هذيل العلاف المتكلم المعتزلي، أبو جعفر الإسكافي، حفص الفرد، الجاحظ، أبو علي الجبائي، ومن أجلهم علمهم وقدراً وجهاداً القاضي المتكلم أبو الوليد الباجي، ولم يكن من المعتزلة رحمه الله، وبالرغم مما بين ابن حزم و الباجي، فقد قال عنه:
" لو لم يكن لأصحاب المذاهب بعد عبدالوهاب إلا مثل أبي الوليد لكفاهم".

هذا حالهم، أما حال متكلمي زماننا زماننا؛ فإنهم قد سَكنوا جحر الضب بعد أن طردوه منه ! فأين هؤلاء من هؤلاء؟ والله المستعان.

نعود لابن الراوندي؛ يقول عنه الشيخ المعتزلي أبو علي الجبائي "قرأت كتاب الملحد الجاهل السفيه ابن الراوندي فلم أجد فيه إلا السفه و الكذب و الافتراء... ووضع كتاب في الرد على محمد صلى الله عليه وسلم في سبعة عشر موضعاً من كتابه، ونسبه إلى الكذب،  وطعن على القرآن، ووضع كتاباً لليهود و النصارى على المسلمين بهم فيها على إبطال نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من الكتب التي يتبين بها خروجه من الإسلام، نقله ابن الجوزي." [البداية و النهاية 11/405].

قال ابن كثير: "وقد أورد الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في "منتظمه" طرفا من كلامه الملعون في الطعن على الآيات و الشريعة؛ وردَّ عليه في ذلك، وهو أقلُّ وأخسُّ من أن يتلفت إلى شيء من جهله وهذيانه وسفهه وخذلانه وتمويهه وترويحه وطغيانه... وكان أبو عيسى الورَّاق مصاحباً لابن الرواندي هذا قبحهما الله!" [المصدر السابق]

وهرب ابن الراوندي "ولجأ إلى ابن لاوي اليهودي وصنف له كتاباً سماه "الدامغ للقرآن" فلم يلبث إلا أياما يسيرة حتى مات لعنه الله" . [المصدر السابق]

هذا بعض ما ذكره ابن كثير رحمه الله عنه، وبقي له تعليق نفيس هو حجر الزاوية لهذه الورقة، وسيأتي في موضعه بإذن الله.

ومن عجيب أمرهم –أي المخاصمين-؛ أنْ زعموا أن الثناء على أهل الباطل فيما أحسنوه "إنصاف!"، إِي وربي! كذا يقولون!! فحين تنتظر كلمةً في مبتدع تُجلي بدعته يريدك أن تثني على ذكائه، وعبقريته، وحسن إلقاءه، وسعة اطلاعه! يريد أن يقال هذا في موضع خُصص للتحذير منه، ثم زعموا أن هذا هو منهج السلف في الإنصاف، قالوا: كذا كان إنصاف الذهبي مع خصومه في "ميزان الاعتدال"، وتأمل معي في قولهم "خصومه!"، فقد حُولت الخصومات الشرعية العقدية إلى مجرد خصومات، قالوا: وهذا صنيع ابن حجر كذلك في "لسان الميزان"، ولو أقسمتُ لأقسمتُ غير حانث أنهم لم يشموا رائحة أيٍ من الكتابين!


لسان الميزان"
لابن حجر سار فيه الحافظ على نهج الذهبي في "ميزان الاعتدال"؛ كما صنع مع "تهذيب الكمال" للمزي حين صنف "تهذيب التهذيب"، وهي أن يسير معه على نفس النهج و الترتيب ويتعقبه ويعلق، وربما عدل وبدل، وهذه طريقة متبعة عند السلف رحمهم الله، فلا تجد عندهم (الأنا) و التشوف للإتيان بجديد قد يكون بالياً! ولا تجد عند لاحقهم غمط للسابق منهم كما يحصل عند كثير من محققي التراث في زماننا! بل تجد الإقرار بالفضل و السابقة، و لا يعرف فضل أهل الفضل إلا أهل الفضل، وإلا فمن صنف "فتح الباري" لا يعجز عن تصنيف "تهذيب التهذيب" و "تقريب التهذيب" و "لسان الميزان"! ومن صنف "المغني!" لا يعجز أن يحذف منه أسطراً قليله هي "مختصر الخرقي" الذي حُشِّي عليه بأكثر من 300 حاشية! ومن صنف "زاد المعاد" لا يعجز عن تصنيف "المنار المنيف في الصحيح والضعيف"، ثم أنت ترى الواحد منهم –رحمهم الله- لا يصنف غالباً إلا بعد إلحاح وطلب، أو أمر، أو لأنه رأى حاجة ماسة لهذا المصنف، وأنه حتمٌ واجب عليه لا يسعه تركه، كما فعل المُجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في "كتاب التوحيد"، يقول العمريطي ناظم "الورقات":

وقد سُئلت مدة في نظمه*** مُسهلاً لحفظه وفهمه

فلم أجد مما سئلت بُدا

ويقول الشيخ حافظ حكمي:

وبعد: هذا النظم في الأصول*** لمن أراد منهج الرسول
سألني إياه من لا بد لي *** من امتثال سؤالِه الممتثل

ويقول الحافظ ابن حجر في مقدمة "نخبة الفكر": "فسألني بعض الإخوان أن ألخص لهم المهم من ذلك؛ فأجبته إلى سؤاله رجاء الاندراج في تلك المسالك".

ولعل هذه هي "الوصفة السرية" لتلك الكتب وذلك العلم وأولئك الرجال الأخفياء الأتقياء، فكان في علمهم من البركة و النفع ما لا يوجد عند غيرهم، بل والله تعجب حين ترى بعض السلف لاسِيّما من التابعين وتابعيهم، والصحابة من باب أولى: ليس لهم إلا عبارات يسيرة و الناس يدورون حولها لا يستطيعون تجاوزها! ومما يثير الدهشة أن راوية الإسلام، الإمام المحدث، الصحابي الجليل، أبو هريرة –رضي الله عنه- أكثر الصحابة، قد اختلف في اسمه إلى ما يقرب من خمسين قولاً، قيل إن أرجحها عبدالرحمن بن صخر الدوسي! ثم هو رضي الله عنه؛ لتواضع فِطري فيه، كان يظن أن عبدالله بن عمرو ابن العاص أكثر منه رواية! رضي الله عنهم أجمعين. 


والسؤال: هل كان إنصاف الحافَظَين وغيرهما لِين مع أهل البدع والمقالات؟


لنتعرف على طريقة ابن حجر في "لسان الميزان" من خلال حديثه عن ابن الراوندي (الملحد) –كذا سمَّاه- قال: "الزنديق الشهير، كان أولاً من متكلمي المعتزلة، ثم تزندق واشتهر بالإلحاد، وقيل إنه كان لا يستقر على مذهب، و لا يثبت على شيء، و يقال: كان غاية في الذكاء... وقد أجاد الشيخ –يعني الذهبي في ميزان الاعتدال- في حذف ترجمته من هذا الكتاب، و إنما أوردته لألعَنَه. توفي إلى لعنة الله في سنة 298هـ" [لسان الميزان 1/695] ويتحدث عن أثر الخصومة وحضوض النفس في تشكل عقيدة ابن الراوندي "واعترف بأنه صار إلى ما صار إليه، حمية وأَنَفه من جفاء أصحابه وتنحيتهم إياه من مجالسهم!" [لسان الميزان 1/696] فتأمل كيف أصبح جفاء الأصحاب أصلاً عقدياً يتشكل منه الإلحاد! ونعوذ بالله من الضلال و الخذلان.


ومن ذلك ما حدث مع جَبَلة ابن الأيهم الغَسَّاني ملك نصارى العرب
، فقد ارتد عن الإسلام لأنه رفض أن يَقتص من المزني بصفعة مكان صفعة، وأبى إلا دمه! كيف لا؟! وهو ملك غسان!؟ وقصته مع أبي عبيدة في عهد عمر على الصحيح، ورجح ابن كثير هذه الرواية في تاريخه [8/89]، أما القصة المشتهرة عنه مع عمر في الحج فلعلها لا تثبت و الله أعلم لنكارة فيها، فهي أولاً من رواية ابن الكلبي، ويظهر فيها الصَنعة، وفيها أن عمراً أرسل جَثامة بن مساحق الكناني لهرقل –وهذا ثابت- والتقى جَبلة هناك، وجبلة صحابي، ذكره ابن حجر في الإصابة [2/171]، والصحابي فضلاً عمن هو دونه من المؤمنين لا يمكن أن يجالس جَبَلة في مجلس شرابه –وإن أبى الشُرب- ويستمع للقِينات يُغنين، ولو أسمعنه شعر حسان! قلتُ: جَثامة حين حضر مجلس هرقل جلس على شيء لم يَدرِ ما هو، فإذا هو كرسي من ذهب فنزل عنه، فضحك هرقل واستفهمه، فأخبره: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك، فهذا جَثامة رضي الله عنه وهذا ورعه، أَتُراه يجالس جَبلة بين قِيانه وخمره ومعازفه؟!

 وفيها أن عمر سأل جَثامة إن كان رأى جَبلة يشرب الخمر!؟ فهل سيترك عمر كلَّ شيء ويسأل عن شرب النصراني للخمر؟ ومن ارتد وكفر بالله؛ أتراه يتورع عن شرب الخمر؟

وقد ذكر ابن كثير الأثر وسكت عنه ولم يوثقه، ووثق الأول، وهو مشتهر في الأدب، وقد ذكر ابن حجر في لسان الميزان أن ابن الكلبي اتهم بالصناعة والتأليف. وقد نبهت على الأثر لأنه لاشتهاره حلَّ محل الأصل، و لأن الأثر الأصح لا يكاد يذكر والله أعلم.

 قلتُ: وهذا كثير –أي الصَنعة والتأليف- في كتب الأدب ، لا سيما فيما يتعلق بالقصص التي يكون علي أو معاوية أو عمرو بن العاص أو ابن عباس أو أشياعهم طرفاً فيها فتنبه.


ونقيضه, حديث كعب بن مالك الطويل في الصحيحين:


قال: "حتى تسوَّرت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد عليَّ السلام فقلت: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم! ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشَّأ
ْم –كذا ضُبطت في الصحيح- ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك! فقلت لما قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها" [البخاري 441٨ مسلم ٧١٦]

يا له من بلاء؟!... ويا له من إيمان؟!..


عن عمر ابن عبدالعزيز:
من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل أو التحول أو الشك، وجميع الروايات وردت.


بإمكان القارئ الكريم –حتى يَطْلِع على ذلك الإنصاف المحرف المزعوم- أن يطلع على كتاب ماتع بعنوان "مشاهير في ميزان العلماء" من جمع الباحث الشيخ سليمان الخراشي، وتعرض فيه لأغلب المشاهير، وكتاب الخراشي مُستلٌ بكامله من "لسان الميزان" لابن حجر، وقد قارنت بعض تراجمه –منها ترجمة ابن الرواندي- بالأصل "لسان الميزان" فوجدتها كما هي في اللسان، وإنما عَلَّق ببعض التعليقات اليسيرة جداً في الهامش، منها ما أثبته من تعليقات الشيخ عبدالفتاح أبو غدة محقق لسان الميزان، وقد ذكر هذا في مقدمة الكتاب، وكنت أتمنى لو أنه غَيَّر اسم الكتاب ليكون دالاّ على مدلوله. والأصل يغني عنه، و لكن الأصل طويل، وفيه ما لا حاجة لأكثر القراء به، وهو هنا اقتصر على أغلب الأسماء التي يكثر تداولها بين الناس.

****

 قال أبو الوفاء بن عقيل "ورأيت في كتاب مُحقق أنه –أي ابن الراوندي- عاش ستا وثلاثين سنة مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي في هذا العمر القصير لعنه الله وقبحه ولا رحم عظامه." [البداية و النهاية 11/406]

قال ابن خلكان عن ابن الرواندي : "أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي، العالم المشهور؛ له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً... وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين... رحمه الله تعالى!." [وفيات الأعيان 1/94]


حين وقف ابن كثير رحمه الله على هذا الكلام البارد بحق الراوندي خَتمَ ترجمته بقوله:
"وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات ودَل
ّس عليه ولم يخرجه بشيء ولا كأن الكلب أكل له عجينا على عادته في العلماء والشعراء فالشعراء يطيل تراجمهم والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة والزنادقة يترك ذكر زندقتهم" [البداية و النهاية 11/406] وتأمل عبارة ابن كثير جيداً " ولا كأن الكلب أكل له عجينا على عادته في العلماء والشعراء فالشعراء يطيل تراجمهم والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة والزنادقة يترك ذكر زندقتهم!"

وصنيع ابن خلكان أثار جمعاً من العلماء ممن اطلع على أصل نُسخ الوفيات، وكان العلماء سابقاً يُهمشون على الكتب ويضيفون إليها التعاليق و الحواشي، وتلك الكتب هي التي تُسمى الآن "المخطوطات" أو "النسخ الخطية للكتاب"، يَصف محقق "وفيات الأعيان" إحسان عباس ما شاهده في عددٍ من نسخ الوفيات في هامش الترجمة فيقول "وقد أبدى بعض المعلقين على هوامش نسخ " الوفيات " قلقاً شديداً لأن ابن خلكان لم يتناوله بالذم فجاء على هامش إحداها: " لم ينصف المصنف في سكوته عن ابن الراوندي وهو من مشاهير الزنادقة... الخ " وقال في هامش أ: " وأخطأ ابن خلكان في عدم تجريحه وذكر ضلالاته ومخازيه وقد ذكره ابن الجوزي والذهبي وابن قاضي شهبة " [نفس المصدر- الهامش]

ولو أردنا تحليل نص ابن كثير لوجدنا أنه انتقد ابن خلكان في قضية منهجية وليس في قضية عين أو زلة، وذلك أنه أولاً: أنه لم ينبه على زندقة ابن الراوندي. ثانياً: أن من عادته بَخس أهل العلم حقهم، والثناء على غيرهم وهذا تدليس وليس إنصافا وهو ليس منهج أهل العدل.

"قال عبد الله
إذا ورد اسم عبدالله مطلقاً في دواوين السنة فالمراد به ابن مسعود رضي الله عنه-: أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك" [كتاب العلم لأبي خيثمة]، و "عن عون بن عبد الله قال قلت لعمر بن عبد العزيز يقال: إن استطعت أن تكون عالما فكن عالما فإن لم تستطع فكن متعلما فان لم تكن متعلما فأحبهم فان لم تحبهم فلا تبغضهم فقال عمر سبحان الله لقد جعل له مخرجا" [كتاب العلم لأبي خيثمة].

ثالثاً:
أنه يذكر الزنادقة ولا يذكر زندقتهم. رابعاً: برودة حِسه تجاه تلك الزندقات و الضلالات " ولا كأن الكلب أكل له عجيناً!" وفي ذلك أن تلقي البِدع وسماعها بنفس مستكينة تَدَّعي الهدوء مذموم، وهذا ليس هدوءا أو تعقلاًً، إنما بلادة حِس ودماء باردة كالثلج، ولو شُتم في أبيه ما صمت ولا هدأ ولا استكان!

وابن خلكان –رحمه الله- عالم جليل، أثنى عليه ابن كثير وغيره من أهل العلم، وإنما هذا تنبيه من ابن كثير على خطأه المنهجي عنده.
 

***


المخاصمون عن ابن الراوندي وأشياء أخرى (1-3)
المخاصمون عن ابن الراوندي وأشياء أخرى (2-3)
 المخاصمون عن ابن الراوندي وأشياء أخرى (3-3)


 

عبدالرحمن  الصبيح
  • الخطب المنبرية
  • رسائل ومقالات
  • الصفحة الرئيسية