اسمه :
عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم المصري .
كنيته :
أبو محمد
مولده :
سنة 125 هـ
مناقبه :
طلب العلم وله سبع عشرة سنة
روى عن الإمام مالك كثيراً
وروى عن ابن لهيعة ، وروايته عنه مستقيمة
لقي بعض صغار التابعين
قال عنه الذهبي : وكان من أوعية العِلْـم ، ومن كنوزِ العمل .
قال ابن القاسم : لو ماتَ ابنُ عُيـينة لضُرِبَتْ إلـى ابنِ وَهْبٍ أكْبَـادُ
الإِبل ، ما دوَّنَ العلـمَ أحدٌ تدوينَه .
وقال أبو زُرعةَ : نظرتُ فـي نـحوٍ من ثلاثـين ألف حديث لابن وَهْب ، ولا
أعلـمُ أَنِّـي رأيتُ له حديثاً لا أصلَ له ، وهو ثقةٌ ، وقد سمعتُ يَحيـى
بنَ بُكَير يقولُ : ابنُ وَهْبٍ أفقهُ من ابنِ القاسم .
وقال أحمدُ بنُ صالـح الـحافظ : حَدَّثَ ابنُ وَهْبٍ بـمائة ألفِ حديث ، ما
رأيتُ أحداً أكثرَ حديثاً منه ، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه .
عقب الإمام الذهبي على ذلك بقوله
قلت ُ: كيف لا يكونُ من بُحورِ العلـم ، وقد ضمَّ إلـى علـمِهِ علـمَ مالكٍ ،
واللَّـيثِ ، ويحيـى بنِ أيوب ، وعَمْرِو بنِ الـحارث، وغيرِهم
قال خالدُ بنُ خِداش : قُرِىءَ علـى عبدِ الله بنِ وَهْبٍ كتابُ أهوالِ يومِ
القـيامة -تألـيفه - فَخَرَّ مَغْشِيَّاً علـيه ، قال: فلـم يتكلَّـم بكلـمةٍ
حتـى ماتَ بعدَ أيامٍ رحمه اللَّهُ تعالـى .
وعن سُحْـنُون الفقـيه قال : كان ابنُ وَهْبٍ قد قَسَمَ دهرَهُ أثلاثاً ،
ثُلُثاً فـي الرِّبَـاط ، وثُلُثاً يعَلِّـمُ النَّاس بـمصر، وثُلُثاً فـي
الـحجِّ ، وذكر أنه حجَّ ستاً وثلاثـين حجَّة .
وفي سير أعلام النبلاء :
وبلغنا أَنَّ مالكاً الإِمامَ كان يكتُبُ إلـيه : إلـى عبدِ الله بنِ وَهْبٍ
مُفتـي أهل مصر ، ولـم يَفعلْ هذا مع غيره. وقد ذُكِرَ عنده ابنُ وهبٍ وابنُ
القاسم، فقال مالك: ابنُ وَهْبٍ عالـم، وابنُ القاسم فقـيه .
قال أحمدُ بنُ سعيد الهَمَذَانـي: دخـل ابنُ وهبٍ الـحمَّام، فسمع قارئاً
يقرأُ: ( وإذْ يَتَـحَاجُّونَ فـي النَّار ) فغُشِيَ علـيه .
قال أبو زيد بنُ أبـي الغَمْر : كنَّا نُسمِّي ابنَ وَهْبٍ ديوانَ العلـم
قال ابنَ وَهْبٍ : نَذَرْتُ أَنِّـي كُلَّـما اغتبتُ إنساناً أَن أصومَ يوماً
، فـأَجهَدَنـي ، فكُنتُ أغتابُ وأصوم ، فنويتُ أنِّـي كُلَّـما اغتبتُ
إنساناً أن أَتَصَدَّق بدرهم ، فمن حُبِّ الدَّرَاهم تركتُ الغِيبة .
عقّب عليه الذهبي بقوله :
قلتُ : هكذا والله كان العُلَـماءُ وهذا هو ثَمَرَةُ العلـمِ النافع .
قال أبو الطَّاهر بنُ عَمْرو : جاءنا نَعْيُ ابنِ وهب، ونـحن فـي مـجلس
سُفـيان بنِ عُيـينة ، فقال : إنا لله وإنا إلـيه راجعون ، أُصيب به
الـمسلـمون عامَّة ، وأُصِبْتُ به خاصَّة .
قال الذهبي :
قلتُ : قد كان ابنُ وهْبٍ له دنـيا وثَروةٌ ، فكان يَصِلُ سُفـيان ويَبَرُّه
، فلهذا يقول : أُصِبتُ به خاصَّة .
وأُريد على القضاء وطُلب فتغيّب
قال حجَّاجُ بنُ رِشْدِين : سمعتُ عبدَ الله بنَ وَهْبٍ يتذمَّرُ ويَصيح ،
فأشرفتُ علـيه من غُرفَتـي ، فقلتُ : ما شأنُكَ يا أبـا مُـحمد ؟ قال : يا
أبـا الـحسن بـينـما أنا أرجو أَنْ أُحشرَ فـي زُمرةِ العُلـماءِ أُحشَرُ فـي
زُمرة القُضَاة . قال : فتغيَّبَ فـي يومه ، فطلبُوه .
قال يونُسُ الصَّدَفـي : عُرِضَ علـى ابنِ وَهْبٍ القَضَاءُ ، فجنَّنَ نفسَه
، ولزِمَ بـيتَه .
قال أبو حاتِـم البُسْتـي : ابنُ وَهْب هو الَّذي عُنـي بجمع ما روىٰ أهلُ
الـحِجاز وأهلُ مصر ، وحفظَ علـيهم حديثهم ، وجمعَ وصنَّف ، وكان من
العُبَّـاد .
ومما يدل على فضله أن الإمام مالك رحمه الله يأخذ بقوله وروايته
روى ابن أبي حاتِم قال : حدثنا أحمدُ ابنُ أخي ابنِ وَهْب ، حدثنـي عَمِّي (
ابن وهب ) قال : كنتُ عند مالكٍ ، فسُئِلَ عن تـخـلـيـلِ الأصابع ، فلـم
يَـرَ ذلك ، فتركتُ حتـى خفَّ الـمـجلسُ ، فقلتُ : إنَّ عندنا فـي ذلك سُنَّة
: حدثنا اللَّـيثُ وعَمْرو بنُ الـحارث عن أبـي عُشَّانة عن عُقْبَةَ بنِ
عامر أنَّ النبيَّ قال: إذا تَوَضَّأْتَ ، خَـلِّلْ أَصابِعَ رِجْلَـيْكَ .
فرأيتُه بعد ذلك يُسألُ عنه ، فـيأمرُ بتـخـلـيـل الأصابع ، وقال لـي : ما
سمعتُ بهذا الـحديث قطُّ إلـى الآن .
قال ابنُ وَهْب : سمعتُ من ثلاثمائة وسبعين شيخاً .
ما رؤي له بعد وفاته : روى ابنُ عبد البَر عن سُحنون بنُ سعيد أنه رأى عبدَ
الرحمن بنَ القاسم فـي النَّوم ، فقال : ما فعل اللَّهُ بك ؟ فقال : وجدتُ
عنده ما أُحِبُّ . قال له : فأيَّ أعمالك وجدتَ أفضل ؟ قال : تِلاوَةُ القرآن
. قال : قلتُ له : فالـمسائِل؟ فكان يُشير بأصبعه يُـلَشِّيها . قال : فكنتُ
أسألُهُ عن ابنِ وَهْبٍ ، فـيقولُ لـي : هو فـي علِّـيـين .
وفاته :
في آخر شَعبـان سنة سبع وتسعين ومائة .
رحم الله عالم الأمة في زمانه : عبد الله بن وهب .