صليت في يوم من الأيام في مسجد ( الهداية ) بحي السلام بالرياض
فقمت لألقي كلمة بعد الصلاة ، وكانت عن ( نعمة الهداية )
تكلمت وألقيت ما في جعبتي !
ولـم أرَ من كان في روضة المسجد إذ حال بيني وبين رؤيته اللاقطة الصوتية !
فلما فرغت من الكلمة انصرفت عن يساري ، وإذا بي كأني اسمع صوتا
التفت فلم أر شيئا ... غير أن بعض الجماعة أشاروا إلى من كان في روضة المسجد
التفت أكثر ... ماذا أرى ؟
إنه جبل العلم
إنه الشيخ الفاضل والعالم الرباني
إنه الشيخ ( ابن عثيمين ) – رحمه الله –
أشار إليّ
فأجبته وما كان لمثلي أن يتأخر عن إجابة مثله
كان جالساً فسلّمت عليه وقبلت رأسه
جلست بين يديه
أسندت ركبتي إلى ركبتيه أو قريبا منها
أطرقت برأسي وأصغيت بسمعي إليه
اعتذرت له مقدماً أنني ما رأيته ولا علمت بوجوده
أثنى على الكلمة تشجيعا منه لتلميذ من تلاميذه
نبّهني إلى مسألة
راجعته فيها بأدب الطالب مع معلمه
والتلميذ مع شيخه
والابن مع أبيه
قلت له : أحسن الله إليك . المسألة قال فيها ابن القيم كذا وكذا في شفاء
العليل وفي مفتاح دار السعادة
قال : القول ما قلته لك .
قلت : سمعاً وطاعة !
أردفتُ قائلا : لو علمت أنك هنا ما تكلّمت !
قال : الحمد لله إنك ما علمت !
تذكرت حينها قول أحد إخواني في الله
حيث قال : المُدن الكبيرة تتكلّم ولا تعلم من أمامك !
يكون أمامك أستاذ الجامعة والقاضي والعالم
فلا بُـدّ أن تكون الكلمة بمستوى السامعين
رحم الله شيخنا برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته
وجمعنا به في دار كرامته وبحبوحة جنته