وجوههم ترهقها قتـرة ...
...
وتعلوها غبرة ...
...
قد ارتدوا لباس الذل ...
...
يوم أن ارتدّوا عن دينهم ...
...
قد اصفرّت وجوههم ...
لا يدرون ما مصيرهم ...
تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت ...
ظنوا أنه قد أحيط بهم ...
ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ...
وضاقت عليهم أنفسهم ...
تنكّرت لهم الأرض فما هي أرض بلادهم التي يعرفون ...
لا يستطيع أحدهم أن يبتلع ريقه ...
يرى أحدهم أن بينه وبين الموت لحظة ...
بل يرى الموت رأي عين ...
الدنيا تدور أمام ناظريه ... والأحداث تتسارع في مخيّـلته ...
وذاكرته قد أدارت سنيّ عمره ...
يتمتم ... يلعن الشيوعية ويلعن روسيا ...
كان هذا المشهد قبل أكثر من عشر سنوات حينما رأيت مجموعة من الأفغان
الشيوعيين وقد وقعوا في أسـر المجاهدين الأفغان الأشاوس ...
ثم رأيت أحد المجاهدين أحضر خبزا فأطعمهم ... برغم قـلـّـة ذات اليد
والآخر أحضر ( الشاي ) فسقاهم
فتذكّرت قول الله ( ويُطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )
اطمأن أحدهم قليلا فأدخل يده تحت قميصه ثم تحت شعاره ( ملابسه الداخلية ) [
الفانيلة ]
فلم يكترث له المجاهدون ...
إنه يحاول إخراج شيء ما ...
بعد محاولات جاهدة ...
أخرج جزءا من القرآن ...
وكان الجزء الثالث كُتِب عليه ( تلك الرسل ) [ بداية الجزء ] ...
قال محاولا تلمّس العفو :
كان أبي مسلما !!!
وكذا كانت أمي !!!
وكذا كان جـدّي !!!
ثم سلـّـم المصحف لقائد المجاهدين ...
فتساءلت حينها :
هؤلاء أفغان وكذلك أولئك
ربما كانوا أبناء عشيرة واحدة
بل ربما كانوا أبناء عـمّ
فما الذي فرّق بينهم ؟؟
ما الذي ألبس هذا ثوب عـزة وافتخار
وألبس الآخر ثوب ذلـّــــة وامتهان ؟؟؟
إنه الدِّين ... دين العزيز منه تـُـستمدّ العزة ( ولله العزة جميعا )
من تمسّك به فلن يضل ولن يشقى
ومن أراد العزة فليستمسك بالدين القويم
( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )
العزة لله
ولرسوله
والمستمسكين بدينه يستمدّون منه العزة .
أليس أميرنا
أمير المؤمنين
..
..
أبو حفص عمر - رضي الله عنه – هو القائل : إنـّا كنا أذلّ قوم فأعزنا الله
بالإسلام ، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
فيا أيها الأفغان خاصة ويا أمــة الإسلام عامة مهما ابتغيتم العزة بغير دين
الله فلن تجدوها بل ستجدون الذلـّـة والحسرة والندامة والهزيمة .
كونوا عبيدا لله وحده لا للشرق ولا للغرب .
كونوا عبيداً لله لا عبيداً للشهوات .
كونوا عبيداً لله لا عبيداً للهوى .
..
..
( كونوا أنصار الله ) .