سؤال عن التكفير
هل يعتبر كافراً من قام بتقطيع المصحف عند الغضب؟؟
و إن كان الجواب بتكفيره كيف نرد على من يقول ان موسى عليه السلام ألقى
الألواح عندما غضب من قومه؟
و جزاكم الله خيراً
الجواب :
حيّـاك الله أختنا الكريمة
وجُزيتِ خيراً
أختنا سلفية
أولاً : كان غضب موسى صلى الله عليه وسلم لله وليس لِحـظّ نفسه .
وهكذا كان غضب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قالت عائشة رضي الله عنها تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم : مـا ضَرَبَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ، ولا امرأة ولا خادما إلا أن
يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء
من محارم الله فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم .
فهذا غضب محمود ؛ لأنه لله عز وجل .
وأما الغضب المذموم فهو ما كان الدافع له الانتصار للنفس ، أو كان لِـحَـظٍّ
من حظوظ النفس .
ثانياً : تقطيع المصحف وتمزيقه عند الغضب ، أمرٌ بالغ الخطورة .
فإن كان الإنسان إذا غضب لا يدري ماذا يقول ، ولا كيف تصرّف ، فإنه معفوٌّ
عنه .
أما إذا كان شديد الغضب ولكنه يدري ماذا يقول ، ويعرف كيف تصرّف ، فإنه مؤاخذ
بفعله .
ولا شك أن الاستهانة بالمصحف ، أو إهانته أو تمزيقه مع علمه بأنه مصحف أنه
كفرٌ وردّة عن دين الله .
ومن فعل ذلك فعليه التوبة إلى الله ، والاستغفار ، والندم على ما فات ، فإن
من تاب تاب الله عليه .
وعليه أن لا يعود إلى مثل ذلك الفعل .
والله أعلم .