ما حكم من يسمي نفسه باسم النور ؟ وهل
اسم النور من اسماء الله الحسنى ؟
وشكرا
الجواب :
بالنسبة لاسم النور ، فقد عـدّه ابن القيم – رحمه الله – من أسماء الله .
وقد عقد فصلاً جميلا في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية " فقال :
فصل في ذكر الأنوار ، وفيه فوائد جليلة :
والله سبحانه وتعالى سمى نفسه نورا ، وجعل كتابه نورا ، ورسوله نورا ، ودينه
نورا ، واحتجب عن خلقه بالنور ، وجعل دار أوليائه نورا يتلألأ . قال الله
تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ
لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ
تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
)
وقد فُسِّر قوله تعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) بكونه
منوّر السماوات والأرض ، وهادي أهل السماوات والأرض ، فبنوره اهتدى أهل
السماوات والأرض، وهذا إنما هو فعله ، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه قائم به
، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى ، والنور يُضاف إليه
سبحانه على أحد وجهين : إضافة صفة إلى موصوفها ، وإضافة مفعول إلى فاعله ؛
فالأول كقوله عز وجل : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) فهذا إشراقها يوم القيامة
بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء . انتهى .
ثم ذكر – رحمه الله – الأقوال في تفسير الآية .
وقال في النونية :
والنور من أسمائه أيضا ومِـنْ *** أوصافه سبحان ذي البرهان
فعلى هذا يكون " النّـور " من أسماء الله الحسنى الثابتة بالكتاب والسنة ،
والمُشتقّـة من صفة النور أيضا .
ولا يجوز التّسمّي بأسماء الله إلا مُقيّدا بوصف أو إضافة .
فيُقال : عزيز مصر
ويُقال : الرجل الرحيم
ويُقال : الأخ الكريم أو الأخ العزيز ، ونحو ذلك .
ويُستثنى من ذلك اسم ( الله ، الرحمن ) فلا يُسمّى بهما مُطلقا ، ولا يُوصف
بهما إلا الله .
والله أعلم .