اطبع هذه الصفحة


كم المسافة بين قدميّ المصلي والمسافة بين قدمه وقدم مَـن يجاوره ؟

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي المسافة بين القدمين بالنسبة للرجل وللمرأة في الصلاة فهل هناك نص يحدد المسافة ، وما هي المسافة بين قدم المصلي والمصلي المجاور له هل يلصقها أم يترك مسافة ؟
وجزاكم الله كل خير مقدماً
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

ليس هناك مسافة مُحددة بالضبط لا يُزاد عليها ولا يُنقَص ، وقد قدّرها بعض أهل العْلم بِشِبْر .
وعادة يكون ما بين القَدمين مُقَارِبا لِمَا بَيْن المنكِبين .
ولا يُباعِد ما بين رِجْلَيه كثيرا ، لأن هذا من شأنه التضييق على من كان بِجواره ، هذا مِن جِهَة .
ومِن جِهة ثانية ، فإن هذا يُؤدّي إلى وُجود فُرَج بين الْمُصِّلين .

والسنة أن لا تُتْرَك فُرْجَة بين الْمُصَلِّين .

قال الإمام البخاري : باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف . وقال النعمان بن بشير : رأيت الرجل مِـنّا يُلْزِق كَعْبه بِكَعْب صاحبه .
ثم روى بإسناده إلى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري . وكان أحدنا يُلْزِق منكبه بمنكب صاحبه وقَدَمَه بِقَدَمِه .

وما ذَكَره البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه رواه الإمام أحمد بلفظ : قال فرأيت الرجل يُلزق كَعْبه بِكَعْب صَاحِبه .
ورواه أبو داود بِنحوه .

وقال ابن قدامة : ويُكره أن يُلصِق إحدى قدميه بالأخرى في حال قيامه ؛ لِمَا رَوى الأثرم عن عيينة بن عبد الرحمن ، قال : كنت مع أبي في المسجد ، فرأى رجلا يُصلّي ، قد صفّ بين قدميه ، وألْزَق إحداهما بالأخرى ، فقال أبي : لقد أدركت في هذا المسجد ثمانية عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا منهم فعل هذا قط .
وكان ابن عمر لا يُفرِّج بين قدميه ، ولا يَمس إحداهما بالأخرى ، ولكن بَين ذلك ، لا يقارب ولا يباعد . اهـ .

واستثنى بعض أهل العْلِم مِن ذلك : المرأة ، فقالوا : وإن كانت امرأة ضَمَّت بعضها إلى بعض ؛ لأن ذلك اسْتَر لَها .
روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أتُشِير المرأة بيديها كالرجال بالتكبير ؟ قال : لا ترفع بذلك يديها كالرِّجال . وأشار ، فَخَفض يديه جدا وجمعهما إليه ، وقال : إن للمرأة هيئة ليست للرَّجُل .
وروى عن ابن جريج عن عطاء قال : تَجْمَع المرأة يديها في قيامها ما استطاعت .
وروى عن معمر عن الحسن وقتادة قالا : إذا سَجَدَتِ المرأة فإنها تنضمّ ما استطاعت ، ولا تتجافى ، لكي لا ترفع عجيزتها .

قال الإمام الشافعي : وقد أدّب الله تعالى النساء بالاستتار ، وأدبهن بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم . وأُحِبّ للمرأة في السجود أن تَضُمّ بعضها إلى بعض ، وتُلْصِق بطنها بِفَخِذيها ، وتسجد كأسْتَر ما يكون لها ، وهكذا أُحِبّ لها في الركوع والجلوس وجميع الصلاة أن تكون فيها كأسْتَر ما يكون لها ، وأُحِبّ أن تَكْفِتْ جِلبابها وتجافيه راكعة وساجدة عليها لئلا تَصِفها ثيابها . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
الْمَرْأَةُ أُمِرَتْ أَنْ تَجْتَمِعَ فِي الصَّلاةِ وَلا تُجَافِيَ بَيْنَ أَعْضَائِهَا ، وَأُمِرَتْ أَنْ تُغَطِّيَ رَأْسَهَا ، فَلا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ حَائِضٍ إلاَّ بِخِمَارِ ، وَلَوْ كَانَتْ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لا يَرَاهَا أَحَدٌ مِنْ الأَجَانِبِ ؛ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهَا مَأْمُورَةٌ مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ بِسَتْرٍ لا يُؤْمَرُ بِهِ الرَّجُلُ ، حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهَا ، وَإِنْ لَمْ يَرَهَا بَشَرٌ . اهـ .


والله تعالى أعلم .


 

عبدالرحمن السحيم
  • مـقـالات
  • بحوث علمية
  • إنه الله
  • محمد رسول
  • المقالات العَقَدِيَّـة
  • قضايا الأمّـة
  • مقالات تربوية
  • مقالات وعظية
  • تصحيح مفاهيم
  • قصص هادفة
  • موضوعات أُسريّـة
  • تراجم وسير
  • دروس علمية
  • محاضرات مُفرّغة
  • صفحة النساء
  • فتاوى شرعية
  • الصفحة الرئيسية