حياك الله وبياك
أخي
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على متابعة الإمام ، وعدم مخالفته .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إنما الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه .
رواه البخاري ومسلم .
بل إن عليه الصلاة والسلام صلى ذات مرة جالسا فصلوا بصلاته قياما ، فأشار
إليهم أن اجلسوا فجلسوا ، فلما انصرف قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا
ركع فاركوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا .
قال ابن حجر - رحمه الله - : الأمر بالاتباع يعم جميع المأمومين ، ولا يكفي
في تحصيل الائتمام أتباع بعض دون بعض .
قال عبد الرحمن بن عبدٍ القاري : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في
رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل
فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان
أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه . رواه البخاري .
وعلى هذا لا يُشرع للمسلم مخالفة الإمام
ولا الصلاة لوحده مع وجود الجماعة
ولا إقامة جماعة أخرى .
كما يفعل بعض الناس إذا دخلوا إلى المسجد وقد فاتتهم صلاة العشاء ووجدوا
الناس يُصلّون صلاة التراويح فإنهم يُقيمون جماعة أخرى
فيُخالفون الإمام ويختلفون عليه ، ويُشوّشون على الإمام والمأمومين
والصحيح أنهم يدخلون مع الإمام بِنيّة العشاء فإذا سلّم من الركعتين قاموا
وأتمـّـوا ما فاتهم
ولا يضر اختلاف النية
فقد ثبت في الصحيحين أن معاذاً كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي
فيؤم قومه .
ففي هذا الحديث دليل على أن اختلاف النية بين الإمام والمأموم لا يضر .
فمعاذ رضي الله عنه كان يُصلّي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء مأموماً
وهي له فريضة
ثم يأتي فيؤمّ قومه هي له نافلة ولهم فريضة .
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم .