لي أخت جاءتها الحيض وهي صغيرة ثم لم
تصم رمضان .
وكانت لاتصلي بعض الفروض .
إلا أنها تابت فيما بعد . وهي تسال ماذا عليها ؟ أفيدونا . رعاكم الله .
الجواب :
الحمد لله .
أختي الفاضلة أم المجاهد حفظك الله ورعاك
بالنسبة لترك الصلاة فهو كفرٌ مُخرج من الملة
وقد جعلها الله حدا فاصلا بين الإيمان والكفر . فقال سبحانه : (فَإِن
تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي
الدِّينِ ).
وقال صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر تـــرك الصلاة . رواه
مسلم .
ولذا قال التابعي شقيق بن عبد الله البلخي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم لا يَرون شيئا من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة .
وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تشرك بالله شيئا وإن
قطعت أو حرقت ، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدا ومن تركها متعمدا برئت منه
الذمة ، ولا تشربن الخمر فإنـها مفتاح كل شر .
فمن ترِك الصلاة وجبت عليه التوبة وبدأ من جديد واستأنف العمل .
وليس عليه قضاء ما فاته من صلوات لأنه لا يُتقبّل منه .
أما الصيام فإنه يُقضى لقوله صلى الله عليه وسلم : من مات وعليه صيام . صام
عنه وليه . رواه البخاري ومسلم .
وقياساً على قول عائشة رضي الله عنها : كان يصيبنا ذلك – يعني الحيض - فنؤمر
بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة . رواه البخاري ومسلم .
وعليها أن تُحسن العمل فيما بقي ليُغفر لها ما قد مضى .
ولا شك أن من علامات البلوغ عند الفتاة نزول دم الحيض .
وهذا جانب يُفرط فيه الأهل كثيرا ، ولا تُعلّم البنت بذلك .
والواجب على الأهل تعليم البنات قبل البلوغ وتعويدهن على الصيام كما قالت
الربيع بنت معوذ – في صيام عاشوراء – قالت : فَكُنّا نصومـه بعد ونصوّم
صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ( يعني من القطن ) ، فإذا بكى أحدهم على
الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار . رواه البخاري ومسلم .
والله تبارك وتعالى أعلم .