بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على
أشرف المرسلين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
يدور في بالي سؤال لم أجد له إجابة .. وإن شاء الله أجده لديكم ..
مقدمة بسيطة .. قال عز وجل (( أما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية )) ..
وقال عز وجل (( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز )) ...
وقال أيضاً (( فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) ..
نعلم بأنه في اليوم الآخر .. تجمع جميع أعمال الإنسان .. وتوضع في الميزان ..
المسلم تثقل حسناته ويكون مصيره الجنة ... وغير المسلم تخف حسناته وتثقل
سيئاته ويكون مصيره النار نسأل الله العفو والعافية ..
السؤال الآن .. في حالة الحسنات والسيئات .. وتحديداً عندما تكون الحسنات
أكثر من السيئات للإنسان المسلم .. هل يدخل الجنة مباشرة .. (( أما من ثقلت
موازينه فهو في عيشة راضية )) ... أم أنه يعاقب على سيئاته التي ارتكبها في
النار ثم يدخل الجنة .. (( فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره ...
أرجو بأن أكون قد وفقت بإيجاد الصيغة المناسبة للسؤال ... وأثابكم الله على
ما تقدمونه ..
الجواب :
الأخ الفاضل ساكت :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومرضاته
وفقك الله لما أحبه وأعانك على كل خير .
أخي الفاضل بالنسبة لسؤالك
إن كانت السيئات من الكبائر ولم تأتي بما يُكفرها ولم يتب منها فهي تحت مشيئة
الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
وفي هذا قال العلماء عن مرتكبي الكبائر الذين ورد في حقهم الوعيد الشديد بعدم
دخول الجنة .
كقوله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطع . يعني قاطع رحم . متفق عليه
.
فهذا لو كانت حسناته أكثر من سيئاته فإنه لا يدخل الجنة دخول الفائزين .
أو أنه لا يدخل الجنة حتى يُطهر من ذنوبه .
وإن كانت السيئات من الصغائر فإنها تُكفّر بأداء الفرائض وباجتناب الكبائر .
قال سبحانه وتعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ
نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا )
والأحاديث في هذا الباب كثيرة
كقوله عليه الصلاة والسلام : الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما
بينهن ما لم تغش الكبائر . متفق عليه .
والله تعالى أعلم . أخي الكريم : صحة كتابة الآية ( وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .