السـؤال :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على رسول الله ... وبعد :
فالمعروف أن المصاحف تُوضع على حوامل وتوزّع داخل المساجد ، وقد جَرَت عادة
بعض الناس الجلوس تجاه القبلة مادِّين أرجلهم ، وأحيانا تُصادف الأرجل هذه
الحوامل ، وتكون قريبة منها بل ربما دخلت تحتها ، وإذا ضمن الجالس سلامة
النيّة وخلو القلب من أي اعتقاد بِمَـدِّ رجله التي صادف أمامها حامل مصاحف
ملئ بالمصاحف .
فهل يلزم كفّ رجليه عن هذه المصاحف التي أمامه ؟
أو يلزم تغيير مكانه ؟
أو مكان المصاحف ؟
وإذا كان التغيير لازماً فهل نُنكر على من رأيناه جالساً كذلك ، ونُرشده بأنه
لا تُـمَـدّ الأرجل تجاه المصاحف القريبة جداً من موضع السجود .
وكذلك إذا كان المصحف أو غيره داخل شيء كـ " الماصة " مثلا . فهل يجوز الجلوس
عليها .
أفتونا مأجورين .
ولقد عُرِض هذا
السؤال على الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله –
فأجـاب :
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله
رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
لا شـك أن تعظيم كتاب الله عز وجل من كمال الإيمان ، وكمال تعظيم الإنسان
لِربِّـه تبارك وتعالى .
ومـدّ الرجل إلى المصحف أو إلى الحوامل التي فيها المصاحف أو الجلوس على كرسي
أو ماصة تحتها مصحف يُنافي كمال التعظيم لكلام الله عز وجل ، ولهذا قال أهل
العلم : إنه يُكره للإنسان أن يمدّ رجله إلى المصحف هذا مع سلامة النية
والقصد .
أما لو أراد الإنسان إهانة كلام الله فإنه يكفر ؛ لأن القرآن الكريم كلام
الله تعالى .
وإذا رأيتم أحداً قد مـدّ رجليه إلى المصحف سواء كان على حامل أو على الأرض ،
أو رأيتم أحداً جالساً على شيء وتحته مصحف ، فأزيلوا المصحف عن أمام رجليه أو
عن الكرسي الذي هو جالس عليه ، أو قولوا له : لا تمـدّ رجليك إلى المصحف .
احترم كلام الله عز وجل .
والدليل ما ذكرته لك من أن ذلك يُنافي كمال التعظيم لكلام الله ، ولهذا لو أن
رجلاً مُحتَرماً عندك أمامك ما استطعت أن تمـدّ رجليك إليه تعظيماً له ،
فكتاب الله أولى بالتعظيم .
2 / 10 / 1411 هـ .
ضمن مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين التي جمعها مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة .
وعلى الفتوى توقيع الشيخ – رحمه الله – .