اطبع هذه الصفحة


عذراً حبيبي

عبدالله بن محمد بادابود

 
بسم الله الرحمن الرحيم

قبل البعثة النبوية عاش الناس في ظلمات بعضها فوق بعض .
من ظلمة الجهل وظلمة الفقر وظلمة الظلم نفسه .
بين ربا وقتل ووأد بنات والكثير من الشتات .
لا ننكر بعض الصفات الجميلة كالكرم والشجاعة وحسن الخلق .
كانوا يعبدون الحجر والشجر ثم جاء إليهم سيد البشر .
مبعوث من رب الناس أجمعين رحمة لكل العالمين .
بعث للإنس والجان وكانت معجزته القرآن .
عاش حياة اليتم وكفله الجد والعم .
رعى في شبابه الغنم وكان الحبيب حتى في قبل بعثته ينادى بالصادق الأمين .
احتارت القبائل فيمن يضع الحجر في الكعبة وقالوا ننتظر أول داخل من الباب فكان سيد الأحباب .
عاش بين القوم محبوب وبُعث ليكون طبيب القلوب .
لم يكذب أبداً ولم يخن الأمانة وكان للصدق والوفاء علامة .
لم يكن طعاناً ولا لعاناً ولا كذاباً ولا مغتاباً .
بدأت القصة في الغار حيث مكان تعبده بعيداً عن عبدة الأصنام .
تزمل وتدثر وصبر وتصبر .
نزلت عليه اقرأ في البداية فكانت أول آية .
نزلت عليه الآيات ، محكمات ومتشابهات .
نزلت عليه ( عبس وتولى ) ومن بعدها ما عبس الحبيب وما تولى .
نزلت عليه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) فنادى على الصفا ، اسلموا يا مشركين .
قالوا : مجنون فأعطاهم درساً في التعامل بفنون .
قالوا : ساحر ، بأبي هو وأمي بل كان في كل شيء ماهر .
قالوا : كذاب فألف بين الناس فصاروا أحباب .
مات له القاسم و عبد الله و إبراهيم فقالوا عنه : أبتر فرد الله الجبار فكان الجواب بتفصيل الخطاب .. (( إن شانئك هو الأبتر ))
قالو : السام عليك فرد بلطف وقال : وعليكم .
تُكلم في عرضه الشريف ، سميت الحادثة بالإفك وكان الدفاع من الرب بآيات زاجرات في سورة النور فكانت سورة أنزلت وكذلك فرضت .
كان للناس هداية ونور وبقدومه للمدينة أدخل السرور .
كان دائم السرور والبشر .
جاهد في الله حق الجهاد وجمع لحرب الكفار العتاد وحطم الأنداد .
أصابه الهم والحزن والنصب ، أليست هذه هي دار التعب .
أوذي وعودي وتطاولوا عليه فرطبوا اللسان بالصلاة عليه .
كان للناس قدوة وحتى اليوم هو لنا أسوة.
نصره في بداية الدعوة أبو طالب عمه والبعض من قومه .
وعندما استهزأ به الكفار ، رضينا بالشنار و أصبحنا للأمة بصمة عار .
ابن أبو جهل الجاهل تطاول على النبي الفاضل فكان الأسد لرأسه فاصل .
يقال في الأخبار أن أحد الفجار ، سب المختار ، فانتقم من كلب وقطع له القلب .

ولسان حالنا يقول :

عذراً حبيبي .. فكعادتنا السنوية احتفلنا بالأعياد البهية تشبهاً بالدول الغربية .

عذراً حبيبي .. فقد غضبنا ودعونا بالعار والشنار على كل من رفع الأسعار .

عذراً حبيبي .. لن نقاطع الزبدة الدنماركية فقد اشتقنا للأطباق الشهية .

عذراً حبيبي .. فسوف نرفع الصوت بالبكاء وننتظر فرج من السماء .

باختصار :

لنعلنها في كل الأمصار ، نصرة للحبيب المختار لا للتشبه بالكفار ولنقاطع منتجات الفجار كما قاطعنا من رفع الأسعار .
 

عبدالله بن محمد بادابود
الخميس : 12/2/1429 هــ

 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية