التزام أجوف !

عبدالله بن محمد بادابود

 
بسم الله الرحمن الرحيم

قد قيل إن الإنسان سمي إنسانا من النسيان .

والله سبحانه وتعالى خلقه فأحسن خلقه وصوره فأحسن صورته فهو سبحانه وتعالى أحسن كل شيء خلقه .

خلق الإنسان وأبدع خلقه وصنعه ، كلها أدلة على عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى .

اختلاف الألوان والأجناس والأمزجة والتفكير دلائل على قدرته سبحانه وتعالى في هذا الكون الفسيح منذ بداية خلق البشر وحتى هذه اللحظة لن تجد اثنان متشابهان في كل شيء قد يكون التشابه في الشكل واللون والصوت والميول ولكن قف ( بصمة الإصبع ) تختلف حتماً فسبحانه .

في البشر الصادق والكاذب والأمين و الخائن والأخيار والأشرار .

صور مختلفة ومتفاوتة .

لذا أيها القارئ الكريم لابد أن توطن نفسك على أمر هام .

أن الذي أمامك بشر يخطئ ويصيب فيه عيوب كثيرة كما يوجد بك أنت العيوب فهو غير معصوم ..

لذا لا تسيء الظن والتمس العذر لأخيك .

و إذا رأيت صورة قاتمة مظلمة فلا تعممها فهي تصف حال شخص واحد فقط ..

جاءني غاضب وقال : كلهم كذا ، ثوب قصير ولحية و .....


ويغشون ويكذبون وينقلون كلام .

قلت له : أحسن الظن ولا تعمم .

قال والله ثم والله كرهت المطاوعة والله رأيتهم هكذا .

قلت له : أولاً / هم بشر يخطئون ويصيبون ويزلون ويرجعون فمن تكون أنت حتى لا تغفر فالله غفور رحيم .

ثانياً / لا تعمم فالملتزم من التزم بأخلاق الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وان قلنا تجاوز وتطاول رغم أن عليه

مظاهر الاستقامة فهو لم يتقيد بصفات الحبيب صلى الله عليه وسلم .

لذا أيها الغالي : لا تعمم فأهل الخير هم هم وأهل الصلاح هم هم .

تنشرح صدورنا عندما نراهم أو نجالسهم أو نخاطبهم ونسأل الله لنا ولهم الثبات حتى الممات .

وبعد اخذ ورد معه ، انتهى النقاش .

فكرت في الموضوع ملياً .

لماذا تصدر هذه التصرفات من إنسان يدعي الالتزام وظاهره الخير والصلاح .

لماذا يصر على الكذب والكذب الواضح والصريح .

لماذا يقوم بالغش والتدليس في البيع والمعاملات التجارية .

لماذا إذا غضب لم يرحم وتسلط على من أغضبه بلسان سليط حاد وحازم وبذيء .

لماذا ينقل الكلام بغرض الفتنة وتخريب العلاقات الأخوية .

لماذا يحب الظهور على حساب غيره .

لماذا ولماذا و لماذا .

توقفت عن الكلام والتفكير .
وقلت : إنه التزام أجوف ، التزام ظاهري ولكن للأسف الباطن خراب .
أسأل الله أن يهدينا جميعا وأن يثبتنا على طاعته .

هــــــــدى :~

{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } سورة الماعون .

نور من السنــــة :~

قال صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : " وما الشرك الأصغر ، يا رسول الله " ؟ قال : " الرياء " رواه ابن ماجة ، حديث حسن .

عبدالله بن محمد بادابود