اطبع هذه الصفحة


دمـوع عاصــي

عبدالله بن محمد بادابود

 
في كل وادي يعصى الله فيه تجدني !

في طرق الشر ونحو الشر تبصرني !

أكتب هذه الكلمات ليس مجاهرة بالمعصية فمن يجاهر بالذل والهوان ويشهر للناس عصيانه إنما هو أسير للشيطان .

إنما أتكلم لأحاول أن أزيل هم جاثم على صدري وأحكي ذكريات تؤرقني .

ذنبي يؤلمني وأخطائي تحاصرني .

سواد المعصية قد كسا وجهي .

نور الطاعة لم أره في حياتي .

أسمع عن نور الإيمان ولا أراه ويقولون هناك لذة في الطاعة ولا أجدها .

ترددت بين المعاصي فأصبحت لها مدمناً .

تجاوزت حدود الله حداً حداً , وأصبح القلب يألف الشر ويحبه ويبغض الخير ويكره .

أحس بألم نفسي كبير ، هي المعيشة الضنكا التي توعد الله بها العُصاة .

وهبني عينان للتأمل في مخلوقاته فاستخدمت نعمته في معصيته بالنظر للكاسيات العاريات المائلات والمميلات من الممثلات الغانيات والمذيعات الفاتنات وقلبت البصر للصور الفاضحات .

وهبني لساناً لذكره وشكره وعبادته فللغيبة سخرته وبالكذب أشغلته وللكلام الفاحش استخدمته .

وهبني أذنان لسماع الذكر والقران وصالح الكلام فسمعت بهما المعازف والأغاني وكل هابط من سقط الكلام .

وهبني قلب لينبض بذكره فنبض بالتعلق لغيره .

وهبني كل خير فسخرته لكل شر .

تهت في هذه الحياة وجانبت الصواب ولا يجدي العتاب .

اغتسلت وللصلاة ذهبت , وللمصحف قرأت , وفي السجود بكيت , وللهموم والأحزان غسلت .

جلسات السحر والناس نيام أدمنت ، فزالت الآلام وسعدت بالقرب من رب الأنام .

عدنا ربنا لطريق الصواب , فيسر علينا يوم القيامة الحساب , فلم يبقى من عمر في زمن الشباب .

فأنا العاصي الذليل يا رب على الباب .

فأغفر لي و ارحمني واجعلني من ذوي الألباب الذاكرين الله سجوداً وقياماً وركوعاً وجلوساً أولئك هم الأحباب .

ارزقني الصحبة الخيرة والصالحة من الأصحاب .

فاتقوا الله يا أولي الألباب .

هـــــدى :~

قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ( 53 ) } سورة ص .

نور من السنــــة :~

ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي و أنا ربك – أخطأ من شدة الفرح – "
همسة :~
انوها توبة صادقة الآن فما زال الباب مفتوح !


بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
 


 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية