اطبع هذه الصفحة


بكـاء الشوارع

عبدالله بن محمد بادابود

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الإنسان هو ذلك المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولاقوه , هو ذلك المخلوق الذي ميزه الله عز وجل بالعقل عن سائر المخلوقات ؛ هذا العقل ليميز به الخبيث من الطيب ، فبالعقل نسلك الطرق الميسرة
للوصول للغايات الحميدة و به أيضاً نستطيع أن نختار كل ما هو طيب ومفيد لنا ولمجتمعنا .

وعندما يختار الفرد منا كل ما هو سيء , وعندما ينزلق في براثين الرذيلة , وعندما يتصرف بعواطفه دون النظر لمنطق العقل , عندها ستكون حياته بلا قيمة وبلا هدف فما الفرق حينها بينه وبين سائر المخلوقات , عندها سيتعرض للكثير من المشكلات , عندها قد يسبب الكثير من الألم والهم والحزن لمن حوله , عندها قد تفقد أسرة أحد أفرادها , أو قد تكون
نهاية أسرة بأكملها , عندها قد يتسبب لإنسان بالشلل أو بالعجز وقد يتسبب في الكثير من
الكوارث .
كل ذلك بسب عدم القدرة على تحمل المسؤولية وبسب الاستهتار وقد
يكون بسب الجهل وصغر السن .

وفي جميع الحالات يكون هذا الفرد هو المسؤول عن كل ما يحدث من
أضرار لنفسه أو لغيره .

- إنني أتكلم عن فئة ليست بالقليلة في مجتمعنا للأسف الشديد إنني أتكلم
عن :

السائقين المنحرفين

نعم , يوجد أناس منحرفين أخلاقياً لا نرضى بحالهم ونحاول تقويمهم
وفي المقابل هناك أناس منحرفين ومتغطرسين في قيادتهم للسيارة
دون التفكير في من حولهم .

** تبدأ الرغبة في القيادة لدى هؤلاء محاكاة لمن هم في سنهم من
أصدقائهم.

** وتصبح قيادة السيارة لديهم غاية دون الإستيعاب الكامل لفكرة
أن السيارة وسيلة لقضاء حوائج الإنسان ليعيش سعيد فمتى ما
كانت سبب في تعاسته فليست بالمهمة حينئذ.

** وعندئذ ستكون هناك الكثير من المآسي والكثير من الحوادث والكثير
الإعاقات لهذا القائد أو لغيره .

** أناس في المستشفيات يصدرون الكثير من الآهات والآهات.

** وأناس خلف القضبان يذرفون الدمعات تلو الدمعات .

** وأناس لا يزالون في الميدان بكامل صحتهم وبكامل قواهم العقلية .

** يجوبون الشوارع بسرعة جنونية دون مبالاة .

** أقول لهؤلاء ، اتقوا الله في أنفسكم أولاً ثم اتقوا الله في أبنائكم وفي
من حولكم .

** و لا تكونوا معول هدم لأعز ما يملكه أي مجتمع إنه الإنسان.

** ولنا أن ننظر إلى قيادة السيارة بشيء من التعقل فربما التفكير
في الوصول لمكان معين بسرعة عالية و لمدة لا تتجاوز بضع دقائق
يكون سبب في إعاقة دائمة .

** وقفة : ( من خيالي )..

أحيانا قد يشكي الطريق وقد يبكي فهو يبكي الأشلاء المتطايرة على جنباته
ويئن كل لحظة , عندها سنقول أن الجماد تحس بما لا نحس به..

• * همسة
يقال قديما ( القيادة ...فن....ذوق...أخلاق )..
ونقول حديثا ( القيادة...غاية...تهور..إعاقة )..

** أسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعليكم بالصحة والعافية
وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين .

** تمنياتي للجميع بدوام التوفيق والنجاح .

عبد الله بن محمد بادابود

الاثنين 15/3/1423 هـــ



 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية