اطبع هذه الصفحة


مهر السعــــادة

عبدالله بن محمد بادابود

 

ما أجمل هذه الحياة وما أروعها حينما نستشعر فضل الله علينا وكرمه ونعيش بمزيد من الطمأنينة والسعادة بإيماننا بقضاء الله وقدره.
وما أقساها عندما يعيش الفرد فيها بحزن وكدر وسوء حال .
إننا جميعاً نبحث عن السعادة وقد نجدها وقد لا نجدها .
فهل نجد السعادة في كثرة المال وهل كل من كان غني ومقتدر هو سعيد ؟ وهل كل من كان فقيراً ومحتاجاً هو تعيس ؟
لننظر حولنا ونتأمل أحوال غيرنا وليكن السؤال : هل كل الأغنياء سعداء ؟!
أم أننا نجد الغني في قلق مستمر على ماله وعقاره وخاصة إذا كان ممن باع آخرته بدنياه الفانية، وفي المقابل كم من فقير سعيد وقانع .
هل السعادة في الجاه والمنصب والمكانة الاجتماعية المميزة ؟ فالمنصب زائل والكرسي دوار !
هل السعادة في التسلط على الآخرين وخوف الناس منك وتبجيلهم لك ؟
أم أنه سلوك متسلط ومتجبر فيكسبك قلوباً خائفة وخسرت قلوباً محبة فشتان بين قلب محب وقلب خائف.
هل السعادة في الاقتران بزوجة جميلة دون النظر لخلقها ودينها ؟
أم أن هناك صورة قاسية ومؤلمة لزوجة صيّرت حياة زوجها جحيماً رغم جمالها شكلاً ، وفراغها روحاً وعاطفةً.
هل السعادة في الأبناء وكثرتهم ؟
أم أن هناك أبناء صيّروا حياة آبائهم هماً ونكداً وألماً .
لنقل إن السعادة واحة خضراء جميلة ورائعة تتطلع إليها النفوس وترقبها الأعين بطرف خفي رغبة بالظفر بهذه الواحة والعيش فيها ولكن.

ما هو مهر السعادة ؟

هُــــدى:


قوله تعالى
{ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ . خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ . وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هُــــود 105 و108].
نُــور من السُنـة :
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:


( إن أحدكم ليُجمع خلْقه في بطن أمه أربعين يوماً ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملَك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيد ، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) متفق عليه

حكمــة :


إذا أردت أن تعيش سعيداً خالي البال , فكن شجاعًا كالأسد , صبورًا كالجمل , نشيطًا كالنحلة , مبتهجًا كالعصفور .

وقفة :


الحزن والفرح ، الصدق والكذب ، حالات نستمدها من داخلنا.يحددها استعدادنا لأن نعيش حياتنا
بدون أقنعة .

همسة:


السعادة بحر واسع مهما غرفنا منه ، نظل نطمع بالمزيد .
السعادة كلمة عرفنا كيف ننطقها واستعصى علينا العيش فيها.
السعادة كلمة نتكلم عنها ولا نعرف هويتها بوضوح.

بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com




 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية