اطبع هذه الصفحة


نجم أفل

أ. عبدالله بن محمد بادابود


بسم الله الرحمن الرحيم


مدخل :
نجم أفل مقال يحكي حال شاب لم التقي به ولكن أعرف صديقه الذي تأثر لوفاته فخطيت هذا المقال وفاء لمن يستحق الوفاء عل دعوة صادقة يطلقها من يقرأ المقال لتنير له قبره .

نجم أفل

الدنيا دار كدح ونصب وألم .
الدنيا دار عناء ونصب وشقاء .
الدنيا دار هموم وغموم وبلاء .
إن أضحكت يوماً أبكت أيام .
إن أسعدت عاماً أشقت أعوام .
جمعت مابين المتضادات وتميزت بالمشقيات .

جمعت بين الحب والكره وكان الكره غالب .
جمعت بين السعادة والشقاء وكان الشقاء غالب .
جمعت بين الضحك والبكاء وكان البكاء غالب .
جمعت بين الجمال والقبح وكان القبح غالب .

تجاوزت كل الحدود فلا خير يدوم ولا شر يدوم .
قد تصبح معافى وتمسى مع المرضى .
قد تصبح من الأحياء وتمسي مع الموتى .
قد تصبح عزيز وتمسي ذليل .
فمن ركن إليها مسكين ومن تمسك بها مسكين .
مغرور في حسنها وجمالها ولم يرى قبحها .

هو شاب لاأعرفه ولكن أعرف من يعرفه .

لم يكن يعرفه فقط بل يحبه ويكن له تقديراُ واحتراما .

ذات مساء وبعد صلاة العشاء ، كنا سوياً أنا وأخي .
فجأة تقدم شاب نحونا .
فكانت البسمة على وجه أخي واضحة وقال هو فلان جارنا ومن طلاب مسجدنا .
بادر بالسلام وتقدم نحوم معلمه باحترام .
رأيت القلق على وجهه ظاهر واسترسل في الحديث فلم يكن ماهر .
تخبطت الكلمات وارتبكت العبارات .
يا أستاذ : أخوي عبدالله حصل له حادث ، و لايرد على الجوال وأمي في أصعب حال .
بدأ الشاب مرتبك ثم أستأذن .
بدا أخي يتحدث عن الشاب وقال عبدالله حصل له حادث قبل فترة !
أحسست بقلق ينتابه والحزن طرق بابه وبدأ يتصل على جوال الحبيب ينتظر الرد فتارة لا رد وأخرى مشغول الخط .
افترقنا ولمنزلي ذهبت ولم التقي أخي فكان الرد بعد العصر رسالة جوال تخبر عن الحال .. عبدالله مات !

سقطت الدمعة وأحسست بالحرقة ، لم أكن أعرفه ولكنها نفس قبضت وروح صعدت .
اتصلت على أخي وعزيته ، فكان الصوت غير الصوت صوت منهك ومتعب ونفس حزينة فضحها صوت مكلوم .

أحسست بألم وحزن .

وفي المساء وقبل أن أنام اقتحم صوت رسالة جوال هدوء غرفتي .

(( سأسكب من رحيلك دمعا يروى لظى أحزاني وسأخط بدمي ذكرا يسكن أجفاني فلقد حطمت قلوبنا برحيلك وتركت أروحنا في تيه الظلام تناديك لن أنساك ما حييت ))

إنها مشاعر أخي الشاعر الذي كان في كل شي ماهر أنهكته الهموم وأحسست بحرقة قلبه وضيق نفسه فكان موعداً لذرف الدموع .

أخي كم احزنتني وكم أرعبتني .

حزنت لحزنك وخفت وتذكرت الموت القادم .

وعندها سقطت الدمعة واحترق القلب وارتجف القلم وسطرت هذه العبارة
(( رفقاً بنفسك أيها الحبيب الغالي ))

وقفة :
لاتنسو عبدالله من دعواتكم .

هـــــدى :~

قال تعالى :{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]

نور من السنـــة :~

ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها) حديث صحيح

قفلة :
أخي في الله هو المهندس : رمضان الزهراني حفظه الله .


بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
تويتر : @ABADABOOD
A.Badabood@gmail.com


 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية