اطبع هذه الصفحة


لكل فعل ردة فعل

أ. عبدالله بن محمد بادابود


بسم الله الرحمن الرحيم


لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه.
عبارة علمية صحيحة ولكن هل تبادر قي أذهاننا مدى تطابق هذه العبارة وعلاقتها بحياتنا و علاقاتنا الاجتماعية.
نحن نقابل في اليوم العديد من الشخصيات ، فهناك العاطفي ، والحساس ، والعصبي ، والمرح ، وقوي الشخصية ، وضعيف الشخصية، وهناك الإنسان البارد الذي لا يتجاوب مع الحدث بسرعة أو لا يهتم بما يحدث حوله.
إن الذي يحدد مدى احتكاكنا بهؤلاء طبيعة العمل أو الدراسة أو العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية.
فالطالب يحتك مع زملاءه الطلاب ، والمدرس يحتك بطلابه وزملاءه المدرسين ، والموظف يحتك بزملاء العمل والمراجعين بمختلف طبقات المجتمع .
البائع البسيط الذي يشتري ويبيع في معرض أو محل تجاري يحتك مع عدة طبقات من هذا المجتمع و شخصيات مختلفة، وبقدرته على التعامل الجيد مع الزبائن يستطيع أن ينجح في عمله رغم بساطته فهو لم يدرس أي شي يذكر في علم النفس وفن التواصل مع الناس ، ولكن لنقل الحاجة أم الإختراع ، لأن حاجته للقمة العيش جعلته يتكيف في معاملته مع الزبائن.
وبالعودة لردة الفعل نجد أن الشخص منا يغضب ، من ردود الأفعال التي تصدر من الأفراد تجاه ما يقوله أو يفعله أحياناَ ، ونلاحظ انحصار تفكيره في ردة الفعل دون أن يفكر في فعله هو وقوله هو .
كل فرد له ردة فعل تجاه الفعل الذي يصدر تجاهه ، منهم من لا تؤثر فيه الكلمة التي تقال له بل يستقبلها برحابة صدر وبحسن نية ، لنقل عنه طيب القلب .
وهناك من يحمل الكلمة على أكثر من معنى بل ويحملها أسوأ الاحتمالات ، نستطيع أن نقول عنه شكاك أو موسوس.
من خلال فهمنا للكلمة التي قيلت أو الفعل الصادر من شخص تجاهنا تكون ردة أفعالنا.
إن ردود الأفعال تختلف من إبتسامة عريضة ،أو تكشيره ،أو صدور عبارات وكلمات حادة، أو قد تصل إلى الشتم والعياذ بالله .
إن عزة النفس لدى الفرد تجعله يصدر هذه الأشياء لأن النفس لا ترضى بالإهانة والإنتقاص .

و حسن الظن مطلوب ولكن لايصل لمرحلة السذاجة والبلاهة.
إن تحديد الأطر العامة لعلاقاتنا مع الأفراد تخفف من شدة ردود الأفعال.
من وجهة نظري أرى أن ردة الفعل القوية تجاه من أراد الإساءة لنا ولم تكن علاقتنا به قوية، أو من نعرفه معرفة سطحية ،هو الحل السليم لنتجنب التجاوزات التي ستأتي منه مستقبلا.
ولكن لا أزال أردد قوله سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) لعلنا نتجاوز حظوظ النفس ونطبقه .
مع رسم تكشيرة على الوجه لعل وعسى أن يفهم أنه جرح مشاعرنا .

وقفة :

من المهم أن تعرف كيف تتكلم ولكن من الأهم : أن تعرف متى تتكلم.

همسة :

ليس الحلم دواء يمكن ابتلاعه.

بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
تويتر : @ABADABOOD
A.Badabood@gmail.com



 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية