صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تهذيب مقدمة أضواء البيان .... ( علوم القرآن )

بندر بن فهد الايداء
@BandrALAyda

 

بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...... أما بعد :

مقدمة ...

هذا جهد يسير في تهذيب المقدمة الماتعة النافعة للعلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة والتي صدرها كتابه العظيم ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) وقد سلكت في هذا التهذيب على طريقة تعين الطالب على فهم المقصود وأسأل الله أن ينفعني وإخواني  بها وجزى الله خيراً من دعا لمؤلفها ومهذبها وناشرها ... وطريقتي كالتالي :


1.    حرصت على إخراج المقدمة من صورتها النثرية إلى صورة مرقمة
(رؤوس أقلام )  ووضع العناصر وما يتعلق بها بشكل مرتب  وأن يكون التهذيب غير مخل بالمحتوى  .
2.    اكتفيت من الأمثلة بذكر ثلاثة  كحد  حد أقصى  .
3.    إذا كان هناك خلاف في معنى آية ذكرت الأدلة وما يرجحه المؤلف بشكل مختصر  .
4.    حاولت تخريج ما ورد من الأحاديث حسب اجتهادي .
5.    عزوت الآيات لمصادرها وذكرتها بأرقامها.
6.    إذا أشار المؤلف إلى أهمية موضوع صدرته ب (
مهم)
7.    حرصت على لب الموضوع وحذفت كثيرا من الاستطرادات و الأمثلة الزائدة .
8.    النسخة التي هذبتها من دار (عالم الكتاب ) وهي قديمة و بها أخطاء كثيرة اجتهدت في اجتنابها .
والحق اجتهدت فما كان من صواب فمن الله وما كان من زلل فمن نفسي والشيطان والله المسؤول أن يصلح الأعمال والنيات وهو حسبي ونعم الوكيل


 كتبه : بندر بن فهد بن عيد الايداء
 

أنواع البيان


á الإجمال  الواقع بسبب الاشتراك : ويكون في اسم أو فعل أو حرف  
الأمثلة :

*
  في الاسم قوله تعالى (ثلاثة قروء ) _البقرة آية 228_  والقرء مشترك بين الطهر والحيض  وقد أشار تعالى إلى أن المراد بأقراء العدة الأطهار بقوله (فطلقوهن لعدتهن ) _الطلاق آية 1_  فاللام للتوقيت ووقت الطلاق المأمور به فيه في الآية الطهر لا الحيض وهناك قرينة وهي التاء في قوله ثلاثة قروء لدلالتها على تذكير المعدود وهو الأطهار فلو أراد الحيضات لقال ثلاث قروء بلا هاء لأن العرب تقول ثلاثة أطهار وثلاث حيضات وقوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق ) _الحج 29_  فإن العتيق يطلق بالاشتراك على القديم وعلى المعتق من الجبابرة وعلى الكريم وكلها قيل بها

*
  في الفعل قوله تعالى ( والليل إذا عسعس ) _ التكوير آية 17_  وهذا مشترك بسبب إقبال الليل وإدباره وقد جاءت آية تؤيد أن معناه في الآية أدبر وهي قوله تعالى (والليل إذ أدبر ) _ المدثر 33_ ولكن الغالب في القرآن أنه تعالى يقسم بالليل وظلامه إذا أقبل بالفجر وضيائه إذا أشرق كقوله (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ) _ الليل آية 1، 2_  وقوله (والضحى والليل إذا سجى _ الضحى آية 1، 2_  والحمل على الغالب أولى وهذا هو اختيار ابن كثير .

*
  في الحرف قوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) _البقرة آية 7_ فالواو في قوله : وعلى سمعهم وقوله : وعلى أبصارهم محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف ولكنه تعالى بين في سورة الجاثية أن قوله هنا : وعلى سمعهم معطوف على قلوبهم وأن قوله : وعلى أبصارهم غشاوة جملة مستأنفة مبتدأ وخبر فيكون الختم على القلوب والأسماع والغشاوة على الأبصار قال تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) _الجاثية آية 23 _


á  
بيان الإجمال الواقع بسبب الإبهام : في اسم جنس جمعاً كان أو مفرداً أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف
 
الأمثلة :
*
  اسم جنس مجموع قوله تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات) _ البقرة آية 37_ فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله تعالى في سورة الأعراف ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) _الأعراف آية 23_

*
  اسم جنس مفرد قوله تعالى ( ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) _الزمر آية 71_  فقد بينها بقوله (ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) _السجدة آية 13_

*
  اسم جمع قوله تعالى ( وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ) _ النمل آية 43_ هنا أبهم هؤلاء القوم ولكنه أشار إلى أنهم سبأ بقوله عن الهدهد مقررا له (أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم .... ) _ النمل آية 22_

*
  صلة الموصول قوله تعالى ( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم ) _ المائدة آية 1_ فقد أبهم هنا هذا المتلو عليهم الذي هو صلة الموصول ولكنه بينه بقوله ( حرمت عليكم الميتة والدم ....) _ المائدة آية 3_  ومثله أيضا قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم ) _ الفاتحة آية 7_ أبهم هنا هؤلاء الذين أنعم عليهم ولكنه بين المراد بهم بقوله ( أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) _ النساء آية 69_

*
  معنى حرف قوله تعالى (وأنفقوا من مارزقناكم ) _ المنافقون آية 10_ فإن لفظة من فيه للتبعيض ولكن هذا البعض المدلول عليه بحرف التبعيض المأمور بإنفاقه مبهم هنا وقد بينه تعالى بقوله ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) _ البقرة آية 219_ والعفو الزائد على الحاجة الضرورية .


á  بيان الإجمال الواقع بسبب احتمال مفسر الضمير وهو كثير
الأمثلة :

*
  قوله تعالى (وإنه على ذلك لشهيد ) _ العاديات آية 7_ الضمير يحتمل أن يكون عائداً إلى الإنسان وأن يكون عائدا إلى رب الإنسان المذكور في قوله ( إن الإنسان لربه لكنود ) _ العاديات آية 6_ ولكن النظم الكريم يدل على عوده إلى الإنسان وإن كان هو الأول في اللفظ بدليل قوله بعده ( وإنه لحب الخير لشديد ) _ العاديات آية 8_  فإنه للإنسان بلا نزاع وتفريق الضمائر يجعل الأول للرب والثاني للإنسان لا يليق بالنظم الكريم .


á  أن يذكر شيء في موضع ثم يقع سؤال عنه وجواب في موضع آخر
الأمثلة :

*
  قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) _ الفاتحة آية 1_ لم يبين المراد بالعالمين ولكنه وقع سؤال عنهم وجواب في موضع آخر وهو قوله تعالى ( قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) _ الشعراء آية 23، 24_  وسؤال فرعون وإن كان في الأصل عن الرب جل وعلا فقد دخل فيه الجواب عن المراد بالعالمين .

*
  قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) _ الفاتحة آية 4_ لم يبينه هنا مع أنه وقع سؤال عنه وجواب في موضع آخر وهو قوله (وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ) _ الانفطار آية 17، 18، 19_


á أن يكون الظاهر المتبادر من الآية بحسب الوضع اللغوي غير مراد بدليل قرآني آخر على أن المراد غيره ومثاله
الأمثلة :

*
  قوله تعالى ( الطلاق مرتان) _ البقرة آية 229_  فالظاهر هنا يدل أن الطلاق محصور في المرتين ولكنه سبحانه بين أن المراد بالمحصور في المرتين خصوص الطلاق الذي تملك بعده الرجعة بقوله (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره) _ البقرة آية 230_

*
  قوله تعالى ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ) _ الأنعام آية 152_ فإن المتبادر من مفهوم الغاية أنه إذا بلغ أشده فلا مانع من قربان ماله بغير التي هي أحسن ولكنه تعالى بين أن المراد بالغاية أنه إن بلغها يدفع إليه ماله إن أونس منه الرشد وذلك في قوله ( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا .........) _ النساء آية 6_  


á أن يقول بعض العلماء في الآية قولا ويكون في نفس الآية قرينة تدل على بطلان ذلك القول
الأمثلة :

*
  قول أبي حنيفة رحمه الله أن المسلم يقتل بالكافر الذمي قائلا ً : إن ذلك يفيد عموم النفس بالنفس في قوله ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ...) _ المائدة آية 45_  ولكن قوله تعالى ( فمن تصدق به فهو كفارة له ) _ المائدة آية 45_ قرينة على عدم دخول الكافر لأن صدقته لا تكفر عنه شيئاً إذ لا تنفع الأعمال الصالحة مع الكفر .

*
  قول الكثير من الناس إن آية الحجاب (وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ) _الأحزاب آية 53_  خاصة بأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن تعليله سبحانه وتعالى لهذا الحكم الذي هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء من الريبة في قوله ( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) _الأحزاب آية 53_  قرينة واضحة على قصد تعميم الحكم ، إذ لم يقل أحد من جميع المسلمين إن غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة إلى طهارة قلوبهن ولا إلى طهارة قلوب الرجال من الريبة منهن .


á أن يذكر وقوع شيء في القرآن ثم يذكر في محل آخر كيفية وقوعه
الأمثلة :

*
  قوله تعالى ( وإذا واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده ....) _ البقرة آية 51_  فإنه سبحانه لم يبين هنا كيفية الوعد بها هل كانت مجتمعة أو مفرقة ؟ ولكنه بينها في الأعراف بقوله ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) _ الأعراف آية 142_

*
  قوله تعالى ( وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ) _ البقرة آية 50_ فإنه بين كيفية إغراقه لهم في مواضع أخر كقوله (فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفلق .... ) _ الشعراء 63_  وقوله ( فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً ) _ طه آية 77_


á أن يذكر وقوع أمر من غير تعرض إلى كونه وقع أولا بتنجيز أو تعليق ثم يبين ذلك في موضع آخر
الأمثلة :

*
  قوله تعالى ( وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ....) _ البقرة 34_  فإنه لم يبين هنا هل ذلك الأمر بالسجود وقع أولا بتنجيز أو تعليق وقد بين في (الحجر) و (ص) أنه وقع أولا معلقاً ، قال سبحانه في الحجر (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) _ الحجر 28، 29_ وقال تعالى في سورة (ص) : (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) _ ص آية 71، 72_


á أن يقع طلب لأمر ويبين في موضع آخر المقصود من ذلك الأمر المطلوب

الأمثلة :

*
  قال تعالى ( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر .... ) _ الأنعام آية 8_  فإنه بين في(الفرقان)أن مرادهم بالملك المقترح إنزاله أن يكون نذيراً آخر معه صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا )  _ الفرقان آية 7_

á  أن يذكر أمر في موضع ثم يذكر في موضع آخر شيء يتعلق بذلك الأمر كأن يذكر له سبب أو مفعول أو ظرف مكان أو ظرف زمان أو متعلق .
الأمثلة :

*
  ذكر السبب قوله تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) _ البقرة 74_  فإنه لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم ولكنه بينه بقوله ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ) _ المائدة آية 13_ وقوله ( فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) _ الحديد آية 16_

*
  ذكر المفعول الواحد قوله تعالى ( إن في ذلك لعبرة  لمن يخشى ) _ النازعات آية 26_ فإنه لم يذكر هنا مفعول يخشى ولكنه أشار إليه في (هود) و (الذاريات) وإيضاحه أن الإشارة في قوله هنا ( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) راجعة إلى ما أصاب فرعون من النكال والعذاب المذكور في قوله ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) _ النازعات آية 25_  وصرح الله سبحانه في سورة هو بأن ما أصاب فرعون من العذاب آية لمن خاف عذاب الآخرة فصرح بأن الخوف واقع على عذاب الآخرة فهو المفعول ، والخوف المذكور في هود هو الخشية المذكورة في النازعات فقوله تعالى ( وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار _ إلى قوله _ المرفود) _ هود آية 97، 98، 99_ وقوله بعده ( إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ) _ هود آية 103_ يدل على أن المفعول المحذوف في النازعات هو عذاب الآخرة ويؤيده قوله تعالى في الذاريات ( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين  ) _ الذاريات آية 38_ وقوله (وفي موسى) معطوف على قوله ( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) _ الذاريات آية 37_ فيكون المعنى : وتركنا في قصة فرعون مع موسى وما أصابه من العذاب بسبب تكذيبه له آية للذين يخافون العذاب الأليم ففيه بيان المفعول وأنه عذاب الآخرة .

*
  ذكر أحد المفعولين قوله تعالى ( ثم اتخذتم العجل ) _ البقرة آية 51_ ونحوها من جميع آيات اتخاذهم العجل إلهاً فإن المفعول الثاني محذوف في جميعها ، وتقديره اتخذتم العجل إلهاً ونكتة حذفه دائماً التنبيه على أنه لا ينبغي أن يتلفظ بأن عجلا مصطنعاً إله وقد أشار إلى هذا المفعول في طه بقوله ( فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسداً له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) _ طه آية 88_

*
  ذكر ظرف المكان قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) _ الفاتحة آية 1_ ثم بين سبحانه في سورة الروم أن السموات والأرض من الظروف المكانية لحمده جل وعلا وذلك في قوله تعالى ( وله الحمد في السموات والأرض) _ الروم آية 18_

*
  ذكر ظرف الزمان قوله تعالى في القصص ( له الحمد في الأولى والآخرة ) _ القصص آية 70_ فبين الدنيا والآخرة من الظروف الزمانية لحمده سبحانه .

*
  ذكر المتعلق قوله تعالى في سورة النساء ( وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا )_ النساء آية 84_ فإنه لم يبين هنا متعلق التحريض ولكنه بينه في الأنفال بقوله (حرض المؤمنين على القتال ) _ الأنفال آية 65_ ومثله قوله تعالى ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) _ الرحمن آية 37_ وقوله ( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) _ الحاقة آية 16_ وقوله ( إذا السماء انشقت ) _الانشقاق آية 1_ فقد ذكر لانشقاقها متعلقاً في الفرقان في قوله ( ويوم تشقق السماء بالغمام ) _ الفرقان آية 25_


á  الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن فغلبته فيه دليل على عدم خروجه من معنى الآية .
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( لأغلبن أنا ورسلي ) _ المجادلة آية 21_ قال بعض العلماء : إن المراد بهذه الغلبة ، الغلبة بالحجة والبيان والغالب في القرآن هو استعمال الغلبة في الغلبة بالسيف والسنان وذلك دليل واضح على دخول تلك الغلبة في الآية ، لأن خير ما يبين به القرآن القرآن فمن ذلك قوله تعالى ( قل للذين كفروا ستغلبون ) _ آل عمران آية 12_ وقوله ( ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب ) _ النساء آية 74_  وقوله ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا )_ الأنفال آية  65_وقوله ( فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ) _ الأنفال آية 66_  وقوله ( ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون )_ الروم آية 1، 2، 3_  إلى غير ذلك من الآيات .


á أن يكون المعنى المذكور متكررا قصده في القرآن ، إلا أنه ليس أغلب من قصد سواه وهو دون الأول في الرتبة فالاستدلال به شبه الاستئناس .
الأمثلة :

*
  قوله تعالى ( والله محيط بالكافرين ) _ البقرة آية 19_ قال بعض أهل العلم : معناه : مهلكهم ، وإطلاق الإحاطة وإرادة الإهلاك متكرر في القرآن غلا أنه ليس أغلب في معنى الإحاطة في القرآن ومنه قوله تعالى ( وظنوا أنهم أحيط بهم ) _ يونس آية 22_  وقوله ( لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ) _ يوسف آية 66_ على أحد القولين _وقوله ( وأحيط بثمره ) _ الكهف آية 42_

*
  إطلاق الظلم على الشرك كقوله (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) _ الأنعام 82_  وقوله ( إن الشرك لظلم عظيم) _ لقمان آية 13_  وقوله (والكافرون هم الظالمون) _ البقرة آية 254_ وقوله ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) _ يونس آية 106_


á  (مهم) بيان أن جميع ما وصف الله به نفسه في هذا القرآن العظيم من الصفات كالاستواء واليد ونحو ذلك من جميع الصفات فهو موصوف به حقيقة لا مجازا مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة صفات الحوادث سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وذلك البيان العظيم لجميع الصفات في قوله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) _ الشورى آية 11_  فنفى عنه مماثلة الحوادث بقوله (ليس كمثله شيء ) وأثبت له الصفات على الحقيقة بقوله
( وهو السميع البصير )

á يقول الأمين الشنقيطي رحمه الله :
أنّا إذا بينا قرآنا بقرآن في مسألة يخالفنا فيها غيرنا ويدعي أن مذهبه المخالف لنا يدل عليه قرآن أيضاً فإنا نبين بالسنة الصحيحة صحة بياننا وبطلان بيانه فإن استدل من خالفنا بسنة أيضاً مع القرآن الذي استدل به فإننا نبين رجحان ما يظهر لنا أنه الراجح وكذلك إذا استدل مخالفنا بقرآن ولم يقم دليل من سنة شاهداً لنا ولا له فإنا بين وجه رجحان بياننا على بيانه

الأمثلة :


*
  قوله تعالى ( وأرجلكم إلى الكعبين ) _ المائدة آية 6_ بالخفض المفهمة مسح الرجلين في الوضوء تبينها قراءة وأرجلكم بالنصب الصريحة في الغسل فهي مبينة وجوب غسل الرجلين في الوضوء ويقول بعضهم : قراءة الخفض صريحة في المسح على الرجلين فهي مبينة أن قراءة النصب من العطف على المحل لأن المجرور الذي هو برؤوسكم في محل نصب فنقول : السنة الصحيحة تدل على صحة بياننا وبطلان بيانك كقوله صلى الله عليه وسلم ( ويل للأعقاب من النار ) _ أخرجه البخاري برقم 165 ومسلم برقم 242_ وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة المصرحة بوجوب غسل الرجلين في الوضوء ولنا أيضاً أن نقول : لو سلمنا أن قراءة وأرجلكم بالخفض يراد بها المسح فلا يكون ذلك المسح إلا على خف لأن من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم قيل له ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) _ النحل آية 44_  ولم يمسح صلى الله عليه وسلم على رجليه في الوضوء إلا على خفين فتكون قراءة النصب مبينة لوجوب غسلهما وقراءة الخفض مبينة لجواز المسح على الخفين .

*
  يقول الأمين رحمه الله : أن الأظهر لنا في القروء في قوله تعالى ( ثلاثة قروء ) _ البقرة آية 228_  أنها الأطهار بدليل قوله تعالى (فطلقوهن لعدتهن ) _ الطلاق آية 1_  والزمن المأمور بالطلاق فيه زمن الطهر لا زمن الحيض فدل على أن العدة بالطهر وتدل له السنة الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر (فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء) _أخرجه البخاري برقم 5251 ومسلم برقم 1471 _

والإشارة في قوله فتلك العدة لزمن الطهر الواقع فيه الطلاق وهو تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الطهر هو العدة وتدل له التاء في ثلاثة قروء كما تقدم واستدل من يقول : بأن القروء الحيضات بكتاب وسنة أيضاً أما الكتاب فقوله تعالى ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن )_ الطلاق آية 4_  فإنه رتب العدة بالأشهر على عدم الحيض فدل أن أصل العدة بالحيض وأن الأشهر بدل من الحيضات عند عدمها وأما السنة فحديث اعتداد الأمة بحيضتين _
رُوى عن عائشة وابن عباس وعن ابن عمر وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وضعفه الألباني في الإرواء برقم 2066  وصح موقوفا على ابن عمر _ وحديث( دعي الصلاة أيام أقرائك ) رواه البيهقي في السنن ولم يثبت إسناده بهذا اللفظ ورواه ابن الملقن وروي من طرق صحيحة منها حديث عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وتصوم وتصلي ) رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه وصححه الألباني في الإرواء برقم 207 . ويقول الأمين رحمه الله في تفسير سورة البقرة عند هذه الآية :
الذي يظهر لي أن دليل هؤلاء _ القائلين بأن الأقراء هي الأطهار_ فصل في محل النزاع لأن مدار الخلاف هل القروء الحيضات أو الأطهار ؟ وهذه الآية وهذا الحديث دلا على أنها الأطهار ولا يوجد في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يقاوم هذا الدليل لا من جهة الصحة ولا من جهة الصراحة في محل النزاع لأنه حديث متفق عليه مذكور في معرض بيان معنى آية من كتاب الله .


á يقول الأمين رحمه الله : وربما كان في الآية الكريمة أقوال كلها حق وكل واحد منها يشهد له قرآن فإنا نذكركها ونذكر القرآن الدال عليها من غير تعرض لترجيح بعضها لأن كل واحد منها صحيح .
الأمثلة :

*
قال تعالى في أول الأنعام ( وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ...) _ الأنعام آية 3_   وللمعنى ثلاثة أقوال عند أهل العلم :

الأول :
أن المعنى وهو الإله أي : المعبود بحق في السموات والأرض ويدل له قوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم ) _ الزخرف آية 84_
الثاني :
أن قوله في السموات وفي الأرض متعلق بقوله يعلم سركم وجهركم وعليه : فالمعنى وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض ويدل له قوله تعالى ( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ) _ الفرقان آية 6_
الثالث
: وهو اختيار ابن جرير أن الوقف على قوله ( في السموات ) وقوله (وفي الأرض) متعلق بقوله   ( يعلم سركم وجهركم)  ويدل له قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )_ الملك آية 16_

á ومن أنواع البيان تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح عند السامع .

الأمثلة :

*
  قال تعالى في حجارة قوم لوط ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) _ الحجر آية 74_  وبين الله سبحانه في الذاريات أن المراد بالسجيل الطين وذلك في قوله تعالى ( قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين ) _ الذاريات آية 33_


á  أن يرد لفظ محتمل لأن يراد به الذكر وأن تراد به الأنثى فيبين المراد منهما .

الأمثلة :

*
  قال تعالى (وإذ قتلتم نفساً) _ البقرة آية 72_ فإن النفس تطلق على الذكر والأنثى وقد أشار تعالى إلى أنها ذكر بتذكير الضمير العائد إليها في قوله ( فقلنا اضربوه ببعضها ) _ البقرة آية 73_


á  يقول الأمين رحمه الله : من أنواع البيان المذكورة  أن يكون الله خلق شيئا لحكم متعددة فيذكر بعضها في موضع فإنا نبين البقية المذكورة في المواضع الأخر .
 الأمثلة :

*
  قال تعالى في الأنعام ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها ) _ الأنعام آية 97_ فإن من حكم خلق النجوم تزيين السماء الدنيا ورجم الشياطين أيضاً كما بينه تعالى بقوله ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ) _ الملك آية 5_


á  أن يذكر أمر أو نهي في موضع ثم يبين في موضع آخر هل حصل الامتثال في الأمر أو النهي أولا ؟
الأمثلة :

*
  _مثال الأمر _قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا _ إلى قوله _ لا نفرق بين أحد منهم ) _ البقرة آية 136_ فقد بين أنهم امتثلوا هذا الأمر بقوله ( آمن الرسول _ إلى قوله _ لا نفرق بين أحد من رسله ) _ البقرة آية 285_

*
  _مثال النهي _ قوله تعالى ( وقلنا لهم لا تعدوا في السبت ) _ النساء آية 154_ فقد بين أنهم لم يمتثلوا بقوله ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت ) _ البقرة 65

á  أن يذكر شرطاً ثم يذكر في موضع آخر هل حصل ذلك الشرط أولا ؟
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) _ البقرة آية 217_ فقد بين سبحانه في أول المائدة أنهم  لم يستطيعوا بقوله ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) _ المائدة آية 3_ وبقوله في براءة والفتح ( ليظهره على الدين كله ) _ التوبة آية 33_


á  أن يذكر أن شيئاً سيقع ثم يبين وقوعه بالفعل .
الأمثلة :

*
  قال تعالى في الأنعام ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ..... ) _ الأنعام آية 148_  وصرح في النحل بأنهم قالوا ذلك بالفعل بقوله ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ... ) _ النحل آية 35_


á  يقول الأمين رحمه الله  أن من الأنواع أيضاً : أن يحيل تعالى على شيء ذكر في آية أخرى فإنا نبين الآية المحال عليها .
الأمثلة :

*
  قال تعالى في سورة النساء ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم ) _ النساء آية 140_ والآية المحال عليها هي قوله تعالى في الأنعام ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ....) _ الأنعام آية 68_  

*
  قال تعالى في النحل ( وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك .... ) _ النحل آية 118_  والمراد به ما قص عليه في الأنعام في قوله ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ....) _ الأنعام آية 146_  


á  يقول الأمين رحمه الله : أن يذكر شيء له أوصاف مذكورة في مواضع أخر فإنا نبين أوصافه المذكورة في تلك المواضع
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( وندخلهم ظلا ظليلا) _ النساء آية 57_ فالأمين رحمه الله يبين في الأضواء صفات ظل أهل الجنة المذكورة في غير هذا الموضع كقوله تعالى ( أكلها دائم وظلها ) _ الرعد آية 35_  وقوله ( وظل ممدود)_ الواقعة آية 30_ ونحو ذلك ثم يذكر نقيض ذلك الوصف لضد ذلك الشيء كقوله في ظل أهل النار ( انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ) _ المرسلات آية 30_


á  (مهم)
يقول الأمين رحمه الله ( أن يشير تعالى في الآية من غير تصريح إلى برهان يكثر الاستدلال به في القرآن العظيم على شيء فإنا نبين ذلك .
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم ) _ البقرة آية 21، 22_ فقد أشار تعالى في هذه الآية الكريمة إلى ثلاث براهين من براهين البعث يكثر الاستدلال على البعث بكل واحد منها في القرآن :

الأول :
خلق الخلائق قال تعالى ( الذي خلقكم ) وأوضحه في آيات كثيرة كقوله سبحانه وتعالى (قل يحيها الذي أنشأها أول مرة ) _ يس آية 79_
الثاني :
خلق السموات والأرض قال تعالى ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ) وأوضحه في آيات كثيرة كقوله ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ) _ النازعات آية 27_ وقوله ( أوليس الذي خلق السموات ..... ) _ يس آية 81_
الثالث
: إحياء الأرض بعد موتها قال تعالى ( وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم ) وأوضحه في آيات كثيرة كقوله ( إن الذي أحياها لمحي الموتى ) _ فصلت آية 39_ وقوله ( ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ) _ الروم آية 19_

á  أن يذكر لفظ عام ثم يصرح في بعض المواضع بدخول بعض أفراد ذلك العام فيه
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( ذلك ومن يعظم شعائر الله ...) _ الحج آية 32_  فقد صرح بدخول البدن في هذا العموم بقوله ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ....) _ الحج آية 36_ انتهى رحمه الله من ذكر أنواع البيان .


á يقول الأمين رحمه الله : واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك أنه إن كان للآية الكريمة مبين من القرآن غير واف بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنة من حيث إنها تفسير للمبين باسم الفاعل .
الأمثلة :

*
  قال تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) _ النساء آية 103_ فقد أشار إلى أوقاتها في قوله  ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ....) _ الإسراء آية 78_  وقوله ( وأقم الصلاة طرفي النهار ..) _ هود آية 114 _  وقوله ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ... ) _ الروم آية 17_

*
  قال تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده ) _ الأنعام آية 141_ على القول بأنها في الزكاة وأنها غير منسوخة فإنها تشير لها آيات الزكاة كقوله (وآتوا الزكاة ) _ البقرة آية 43_ وقوله ( ومما أخرجنا لكم من الأرض )_ البقرة آية 267_

*
  قال تعالى ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه .... ) _ الأنعام آية 145_ فإن القرآن زيد فيه على هذا الحصر تحريم الخمر فنبين ما زاده صلى الله عليه وسلم بالسنة الصحيحة فمثل هذه المسائل نبينها بياناً تاماً بالسنة تبعاً للبيان القرآني .


 أقسام البيان بالنسبة إلى المنطوق والمفهوم : أربعة أنواع  :

o
    بيان منطوق بمنطوق كبيان قوله تعالى (إلا ما يتلى عليكم )_ المائدة آية 1_ بقوله ( حرمت عليكم الميتة ... ) _ المائدة آية 3 _
o
   بيان مفهوم بمنطوق كبيان مفهوم قوله ( هدى للمتقين ) _ البقرة آية 2_  بمنطوق قوله تعالى ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ....) _ فصلت آية 44_  وقوله ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) _ الإسراء آية 82_
o
   بيان منطوق بمفهوم كبيان قوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ...) _ المائدة الآية 3_  بمفهوم آية الأنعام فإن تحريم الدم مطلقاً منطوق هناوقوله تعالى في الأنعام ( أو دما مسفوحاً ) _ الأنعام آية 145_  يدل بمفهوم مخالفته على أن غير المسفوح ليس كذلك فبين أن المراد بالدم في الآية الأولى غير المسفوح ومن أمثلته قوله ( والزاني ) _ النور آية 2_  بمفهوم الموافقة في قوله ( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ) _ النساء آية 25_ فإنه يفهم من مفهوم الموافقة أن العبد الذكر كالأمة في ذلك فيبين هذا المفهوم أن المراد بالزاني خصوص الحر .
o
   بيان مفهوم بمفهوم ومثاله قوله تعالى ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ) _ المائدة آية 5_ على القول بأن المراد بالمحصنات الحرائر كما روى عن مجاهد فإنه يدل بمفهومه على أن الأمة الكتابية لا يجوز نكاحها ويدل لهذا أيضاً مفهوم قوله سبحانه وتعالى ( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ) _ النساء آية 25_ فمفهوم قوله المؤمنات يدل على منع تزويج الإماء الكافرات ولو عند الضرورة .


  مقدمة في تعريف الأجمال والبيان في اصطلاح أهل الأصول :

المجمل لغة
: هو المجموع
اصطلاحا
: ما احتمل معنيين أو أكثر من غير ترجيح لواحد منهما أو منها على غيره
المبهم أعم من المجمل عموماً مطلقاً فكل مجمل مبهم وليس كل مبهم مجمل كقولك لعبدك : تصدق بهذا الدرهم على رجل ، فيه إبهام وليس مجملاً لأن معناه لا إشكال فيه لأن كل رجل تصدق عليه به حصل به المقصود .


والمجمل على ما ذكر لا يخلو من أحد أمرين :

1)    إما يدل على معنى واحد لا يحتمل غيره فهو النص نحو ( تلك عشرة كاملة ) _ البقرة آية 196_
2)    إما أن يحتمل غيره وله حالتان :

الأولى
: أن يكون أحد المحتملين أظهر
الثانية
: أن يتساويا بأن لا يكون أحدهما أظهر من الآخر ، فإن كان أحد المعنيين أظهر فهو الظاهر ومقابله محتمل وإن استويا فهو المجمل كما ذكر .
وحكم النص لا يعدل عنه إلا بنسخ وحكم الظاهر لا يعدل عنه إلا بدليل أقوى منه يدل على صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى المحتمل المرجوح .
واعلم أن اللفظ قد يكون واضح الدلالة من وجه مجملا من وجه آخر كقوله تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده ) _ الأنعام آية 141_ فإنه واضح في إيتاء الحق مجمل في مقداره لاحتماله النصف أو أقل أو أكثر


إشارات :

* البيان : هو الإيضاح والإظهار وكل ما يزيل الإشكال يسمى بياناً في الاصطلاح بمعنى المبين بالكسر.
* ويجوز بيان المتواتر من كتاب أو سنة بأخبار الآحاد وكذلك يجوز بيان المنطوق بالمفهوم .
* اختلف الأصوليون في البيان بالقول هل هو أقوى من البيان بالفعل أم لا : قال الأمين رحمه الله :
الظاهر أن التحقيق هو ماحققه الشاطبي رحمه الله وهو أن كل واحد منهما أقوى من صاحبه من جهة فالفعل يبلغ من بيان الكيفيات المعينة المخصوصة ما لا يبلغه القول والقول يبلغ من بيان الخصوص والعموم في الأحوال والأشخاص ما لا يبلغه الفعل .


مسائل تتعلق بالبيان :

1)    إذا ورد بعد المجمل قول وفعل فلا يخلو الأمر من واحدة من ثلاث حالات :
* أن يتفق القول والفعل .
* أن يزيد الفعل على القول .
* أن يزيد القول على الفعل .
2)    لا يجوز تأخير البيان لمجمل أو ظاهر لم يرد ظاهره عن وقت الحاجة إلى العمل به .
3)    تأخير البيان إلى وقت الحاجة إلى العمل به فالتحقيق أنه جائز وهو مذهب الجمهور.
4)  لا يشترط في البيان أن يعلمه جميع المكلفين الموجودين في وقته بل يجوز أن يكون بعضهم جاهلا ًبه ودليله الوقوع .

تم بحمد الله

كتبه

بندر بن فهد بن عيد الايداء





 
اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
بندر الايداء
  • مقالات
  • كتب وبحوث
  • مع القرآن
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية