اطبع هذه الصفحة


 شرح عمدة الأحكام (18)

خالد بن سعود البليهد

 
عن حذيفة بن اليمان قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك). قال المؤلف معناه: يغسل يقال شاصه يشوصه وماصه يموصه إذا غسله.

موضوع الحديث استحباب السواك في وقت من الأوقات. وفيه مسائل:

الأولى: في الحديث دليل على استحباب السواك عند القيام من نوم الليل وهو يشمل كل نوم لأنه في معناه فالنوم مظنة تغير رائحة الفم لما يتصاعد إليه من أبخرة المعدة. وقوله (يشوص) فسر الشوص بالدلك وبالغسل وبالتنقية وغيره والأظهر في معناه دلك السنان عرضا كما اختاره الخطابي والنووي وابن دقيق العيد وغيرهم. والمقصود تطهير الفم بالسواك.

الثانية: استحب الفقهاء السواك عند تغير رائحة الفم وحدوث رائحة كريهة لمقتضى كطول سكوت أو طعام أو نحوه والحديث يؤيد هذا المعنى ويقويه. قال في شرح منتهى الإرادات: (وعند تغير رائحة فم بمأكول أو غيره لأن السواك شرع لتطييب الفم وإزالة رائحته فتأكد عند غيره).

الثالثة: في الحديث إشارة إلى أنه ينبغي للمكلف إذا أراد مناجاة الرب في صلاة أو تلاوة قرآن أو ذكر أن يطهر فمه ويكون على أحسن هيئة. فالحكمة في السواك عند أداء الصلاة لأجل مناجاة الله فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتسوك ليناجي ربه ويتلو القرآن على طهاة تامة. وقال ابن بطال: (فيه: أن السواك سنة مؤكدة لمواظبته عليه بالليل والليل لا يناجى فيه أحد من الناس وإنما ذلك لمناجاة الملائكة، وتلاوته القرآن وقد جاء في الحديث طيبوا طرق القرآن - يعنى بالسواك). وقد كان السلف الصالح يتطهرون ويتجملون عند قيامهم الليل ومناجاة ذي الجلال والجمال عز وجل.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 19/7/1429

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية