اطبع هذه الصفحة


خاطرة: (الموفق من جنب الفتن)

خالد بن سعود البليهد


إن السعيد الموفق من جنب الفتن فلم يتشرف لها ولم يطلبها ولم يكن رأسا فيها ولم يشارك بها بوجه من الوجوه لأن دلائل الشرع ومقاصدة تدل على مشروعية مجانبة الفتن خاصة في أمر العامة ووقت الأزمات واضطراب الأمور. ومن فقه المرء وكمال عقله ترك التصدر لأمور العامة وترك الخوض في أحوال الناس والفتن التي حلت في الدول الأخرى لأن ذلك من التكلف والتعرض للبلاء. ومن لم يبتل ويمتحن بأمر العامة ويوكل إليه مسؤولية فليحمد الله لأن أمره في سعة ودينه في فسحة. ومن صار إماما في الناس يصدر الناس عن رأيه وله تأثير في شؤونهم وحياتهم فليتحر الصواب ويبين الحق ويستهد بتوفيق الله ويصبر على المخالفين. ولا ينبغي للفقيه التسرع في الكلام في المسائل الكبار التي يتعلق بها مصير الأمة لأنه قد يفتح على الناس باب شر ومن الحكمة أن يوكل ذلك لمن كان ذلك من اختصاصه ووظيفته. وينبغي على المؤمن أن يرد الأمور في الفتن إلى الكتاب والسنة وكلام الراسخين من أهل العلم ولا يغتر بالشعارات الجميلة والمطالب الحسنة التي يرفعها دعاة الفتنة من أهل التغريب والبدعة. وعليه أن يلزم الجادة وأمر الجماعة والسمع والطاعة للإمام ونشر العلم والدعوة على بصيرة والحسبة بحكمة وكثرة الدعاء والاشتغال بالعبادة فكل ذلك منجي من الفتن بإذن الله. ومن كمال نعمة الله على المرء أن يجنبه أسباب الفتن ويشغله بلزوم الشرع ومن البلاء والعقوبة على المرء أن يفتنه الله بالخوض في الفتن والسعي وراء أسبابها. ومن خاض في الفتنة نقص دينه وسفه عقله وارتكب المحارم وخالف السنة وذهبت مهابته واستخف به الأصاغر.

خالد بن سعود البليهد
14/4/1432

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية