اطبع هذه الصفحة


خاطرة: (إخوان الرخاء)

خالد بن سعود البليهد



كم من الأصحاب والإخوان الذين يأنس بهم المرء ويركن لمودتهم ويعاملهم معاملة صدق يبذل لهم النفس والنفيس ويحسبهم أهل وفاء ومحل صفاء ولكن سرعان ما ينكشف الستر ويرفع الغطاء ويتبين أنهم أبناء المنفعة وإخوان الرخاء. يجتمعون على المرء إذا أقبلت عليه الدنيا ويتفرقون عنه إذا أجدبت أرضه. لا هم لهم إلا المصلحة المؤقتة لا ترفع بهم محنة ولا يجلب بهم نعمة ليس من شيمتهم الجود والكرم والشهامة والنصرة. إذا استعان بهم المرء وقصدهم لحاجة عنه فروا وبالمعاذير اعتذروا. سريرتهم تخالف علانيتهم يبخلون بكل عطاء ولو بالدعم النفسي والتعزيز المعنوي. لهم في كل زمان صاحب يتنقلون بين أهل المروءات يسرقون الوفاء ويذبحون الإخاء. يظنون أن الحيلة والمراوغة على الرجال فن وفتوة وهو خسة ودناءة. وجوههم من الحياء خالية وقلوبهم من الوفاء خاوية وأيديهم من العطاء ممتنعة لا يعرفون الإنفاق وإنما يحسنون الاستجداء والسؤال. وكم من حر في هوى المودة صرعوه وشهم خذلوه وكريم غدروا به أبطل الله سعيهم. وهم ضرب كثير في زمن قل فيه الصدق لا كثرهم الله. ويقبح حالهم إذا تستروا بعباءة الدين والحسب واتخذوا ذلك مطية لمطامعهم. فكن أيها الحصيف على حذر من صحبتهم غير حريص على مخالطتهم لتسعد في الدنيا ولا تغرنك عذب الكلمات و حسن الابتسامات وإظهار المحبة والموافقة. ومن احتاج للخلق وطلب معونتهم في قضاء نوائب الدنيا فليكن أهلا في رد الجميل ومكافئتهم بالمعروف.


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية