اطبع هذه الصفحة


كيف تتخلص من العادة السرية

خالد بن سعود البليهد


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإن العادة السرية من الأمراض الشائعة لدى كثير من الناس لا سيما الشباب والفتيات لأن الشهوة غالبا في هذا السن تكون قوية وكثير من الشباب قد تساهل في المداومة على هذه الآفة وأقنع نفسه أنه لا يستطيع التخلص منها وأنها فترة مؤقتة ثم بعد ذلك يتزوج وهذه حيلة فاشلة. وأعظم خطرا من يصرح ويجزم بإباحتها ويقول أنها جائزة ولا شيء فيها لأنها من المتعة الحلال ولم يرد دليل في الشرع على تحريمها وربما اغتر بكلام بعض الأطباء الجريئين الذين لا يملكون آلة الاجتهاد والنظر في دلائل الشرع وقواعد الاستنباط.

وثمة طائفة من الفتيات ابتلين بفرط الشهوة في هذا الباب قد أسرفن على أنفسهن في مزاولة هذه العادة حتى صارت لهن نمطا وسلوكا له طقوس وأحوال وهن لا يتصورن أنهن قادرات على ترك هذه المعصية.

ولا شك ابتداء في بيان الوسائل المخلصة من هذا الداء أن نؤكد على حرمة هذه العادة لدلالة الكتاب والسنة على ذلك. قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ). وهو المذهب المشهور عند الأكثر ولا يرخص في ذلك إلا متساهل ومتتبع للرخص الفاسدة فلا ينبغي للمسلم أن يغتر بذلك. ولكن حال الضرورة إذا خشي من الوقوع في الفاحشة قد رخص الإمام أحمد فيها دفعا لأدنى المفسدتين.

ويمكن بيان وسائل التخلص من العادة السرية:

أولا:
يستحب ويتأكد لمن كانت غلمتها شديدة أن تختتن كما هو السنة فتخفض الموضع المعروف لتنكسر شهوتها وتعتدل ويكون ذلك عن طريق طبيبة متخصصة وليكن الاختتان باعتدال لا مبالغة فيه حتى لا تذهب الشهوة بالكلية.

ثانيا:
يجب على المبتلى أن يبتعد كل البعد عن كل ما يثير الشهوة ويرغب في الفاحشة من صوت أو مشهد أو لقطة أو أغنية أو شعر في المسلسلات والأفلام والبرامج والمقاطع وغيرها فيحاول ويجتهد أن يترك مسرح الشيطان. ومن داوم على الأفلام والمقاطع الإباحية ابتلي بلاء عظيما.

ثالثا:
أن يقبل على طاعة الرحمن من تلاوة وذكر وصلاة وبر ليملأ روحه بالخير والعفاف والإحسان ويزكو قلبه فإن الجوارح تابعة للقلب إذا صلح القلب صلحت وإذا فسد فسدت والقلب المليء بالحب والغرام والأغاني والأماني الكاذبة يغري بالشهوة ويحرك المشاعر في هذا الباب.

رابعا:
أن يجتهد المسلم بالدعاء والإنابة والمناجاة لربه بأن يتعفف ويتخلص من هذا العادة السيئة ومن صدق مع الله حماه الله من الشرور والفتن وعففه بالحلال.

خامسا:
الصبر والعزيمة بأن يعاهد الشاب والفتاة نفسه على أن يمتنع عن الاستمناء ويصبر على تجرع المرارة في أول الأمر ثم تتبدل تلك الحال ويصبح يتلذذ ويجد المتعة والراحة في التعفف وترك العادة السرية.

سادسا:
من الوسائل المهمة للشاب والفتاة أن يشغلا أنفسهما بالبرامج المفيدة والدخول في أعمال التطوع الموافقة للشرع ويتعبا أنفسهما في بذل الجهد فإن البدن إذا تعب انصرفت عنه الشهوة ولم يخطر على باله أبدا.

سابعا:
إشغال الفكر في التعلم ونشر الثقافة والتخطيط لبلوغ الهدف المنشود وأجله نشر الدعوة وتعليم الناس فإن الفكر إذا انشغل والبال إذا اهتم لأمر مهم لم تتحرك شهوة البدن ولذلك يلاحظ أن الموفق لذلك لا يهتم بالشهوة المحرمة والبطالين الفارغين العاطلين هم أشد الناس عناية بالشهوات واستعمال المحرمات وهذا شيء مشاهد.

ثامنا:
ومن العوامل المساعدة أن يعلم الشاب والفتاة أن المواظبة على العادة السرية والمبالغة فيها تضعف الشهوة في المستقبل وتوقعه في أضرار وشذوذ في المعاشرة وتؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين فلماذا يفسد الشاب حياته الجنسية وصحته ويعرضها للخطر.

تاسعا:
إذا وقع الإنسان في العادة فلا ييأس بل عليه أن يشعر بالندم ويستغفر ربه ويعاهد نفسه على عدم الرجوع لها في المستقبل ويسأل ربه التوفيق فإن هذا معين بإذن الله على تركها ولو بعد حين أما إن تساهل واستمر ولم يشعر بالحرج وأقنع نفسه أنه لا يمكن تجاوز فترة الشباب فهذا يشكل خطرا عليه ولا يوفق غالبا على التوبة في هذا الباب.

عاشرا:
أن يعلم المرء أن استمراء هذه العادة والمواظبة عليها بريد إلى الزنا يذهب الحياء والعفة ويجعله يتساهل ويتمنى فعل الفواحش فإذا وجد فرصة يوما ما كانت نفسه متهيئة لارتكابها والله المستعان.
حادي عشر: يرشد وينصح المبتلى بهذا لقوة شهوته وضعف إيمانه أن يزور متخصصا ويطلب منه إرشاده لطعام ودواء يخفف الشهوة لديه من غير أن يلحق به ضررا ببدنه وقوته الجنسية.

ثاني عشر:
الحرص كل الحرص على البعد عن الأشخاص الذين يزينون تلك العادة ويسهلون بها وعدم مصاحبتهم فإن كثيرا من الشباب والفتيات كانوا غافلين عنها حتى تأثروا بأصحاب السوء في المدرسة والقرابة والعمل فأفسدوا فطرتهم وأغروهم بفعل الفواحش وربما شاركوهم في ممارستها والعياذ بالله فيجب الحزم وعدم التهاون في هذه المسألة.

وأخيرا
كل إنسان مبتلى يستطيع أن يتخلص من هذه العادة بلا ريب لكن الأمر يحتاج منه إلى عزيمة صادقة وبذل الجهد وزيادة في مستوى الإيمان وكم من إنسان كان مبتلى بأعظم من ذلك ثم تاب توبة نصوحا وتخلص منها بالكلية وهجرها طاعة لله والموفق من وفقه الله. أما مجرد التمني بالكلام والدعاوي من غير بذل للجهد وأخذ بالأسباب فهذا لا ينفع وهو حيلة العاجز الفاقد للدواء والعلاج والمحروم من حرمه الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
28/8/1432


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية