اطبع هذه الصفحة


في ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال

خالد بن سعود البليهد
@binbulaihed


بسم الله الرحمن الرحيم

 
1-حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: (ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَي النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلاَ إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ).
2-حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي المَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعَر، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا فَقَالَوا: هذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلاً وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا، أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا فَقَالُوا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ).
3-حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فَجَلاَ الله لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ).

الشرح:

في الحديث الأول أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوصف الدجال ليحذر أمته من اتباعه والغواية به ولم يشدد النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من فتنة كفتنة الدجال وقد أخبر أن كل نبي حذر أمته الدجال وذلك لعظم خطره وكبر شره وشدة فتنته. وقد سمي الدجال لأنه يغطي ويستر على الناس كفره بتمويهه ودجله فيدعي أنه إله ويدعو الناس لعبادته من دون الله بإظهار الآيات العظيمة. وقد تكاثرت الأخبار والآثار في بيان أوصاف الدجال والثابت في السنة عدة صفات ملازمة له: الصفة الأولى أنه أعور العين اليمنى. الصفة الثانية: أن عينه اليمنى بارزة مثل العنبة الطافية. الصفة الثالثة: أنه مكتوب في جبهته بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن. الصفة الرابعة: كثيف الشعر. الصفة الخامسة: أحمر اللون جسيم. الصفة السادسة: قصير أفحج. الصفة السابعة: أجلى الجبهة. وقد ثبت أنه عقيم ليس له ولد. ويخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان من يهودية أصبهان ويسير معه سبعون ألفا من يهود أصبهان وأكثر أتباعه الجهال من أخلاط العجم والأعراب والنساء ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما. ويجري الله على يديه خوارق عظيمة لتعظم الفتنة به فيكون معه جنة ونار وأنهار الماء وجبال الخبز ويأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت وتتبعه كنوز الأرض ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح ومن أجابوه أجرى لهم الرزق والرغد ومن خالفوه أجدب أرضهم ومحق بركتهم فتنة لهم. وقد ورد في السنة أن أشد الناس مقاومة للدجال هم بنو تميم. والدعاء بالاستعاذة من فتنته في آخر الصلاة وحفظ عشر آيات فواتح سورة الكهف والهروب منه عند خروجه والسكنى في مكة والمدينة كل ذلك يعصم المؤمن ويقيه من شروره كما ثبت في السنة. وقد ثبت أن الدجال يهلك على يد المسبح بن مريم في باب لد في فلسطين يقتله بحربته وينهزم أتباعه ويقتلهم المسلمون. ومن فسر الدجال تفسيرا معنويا بانتشار بدعة أو إلحاد أو مذهب هدام فقد ضل وخالف الشرع وحرف السنة ولا عبرة بقوله لشذوذه لأن السلف الصالح مجمعون على وجوده حسيا وثبوت أوصافه وخروجه في آخر الزمان. وفي الحديث دليل ظاهر على ثبوت العينين لله تبارك وتعالى يبصر بهما كما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تأويل كما قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا). قال ابن عباس: (بعين الله تبارك وتعالى). وقد أجمع أئمة السنة على ذلك والواجب على المؤمن أن يثبت لله الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق به ولا يسلك مسلك المبتدعة الخارجين عن طريقة السلف. وفي الحديث الثاني وصف النبي صلى الله عليه وسلم النبي عيسى ابن مريم عليه السلام وهو يطوف بالكعبة. وفي الحديث الثالث أخبر أن قريشا كذبوا خبره في الإسراء والمعراج على سبيل الاستكبار وهم يعلمون أنه حق لأنهم أصلا لم يؤمنوا بنبوته ولم يصدقوه في ادعاء الرسالة فقدحوا في جميع دلائل نبوته لئلا يلتزموا طاعته والإيمان برسالة محمد يقتضي تصديق خبره والعكس بالعكس فلما كذبوه أجرى الله له آية عظيمة فكشف له المستور فوقف عند الحجر وجعل يصف علامات بيت المقدس مشاهدة مع بعده فبهتوا وانقطعوا ولكن لا تنفع الحجج والآيات الباهرة والبراهين الساطعة مع من ختم الله على قلبه وطمس بصيرته وصده وأغواه عن اتباع الحق. وكل من كذب أمرا معلوما ثابتا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبوتا قطعيا لا شك فيه كفر وخرج من الملة باتفاق أهل السنة ولم تنفعه عبادته وبره لأنه مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

خالد سعود البليهد
20/5/1434



 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية