صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شرح حديث: (أرأيت إذا صليت المكتوبات)

خالد بن سعود البليهد
@binbulaihed


عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
r فَقَالَ: أَرَأَيْت إذَا صَلَّيْت الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْت رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْت الْحَلَالَ، وَحَرَّمْت الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

هذا الحديث في بيان الفرائض التي تدخل الجنة وفيه مسائل :


الأولى:
في سؤال الصحابي عن الطريق المدخل للجنة أهمية سؤال المؤمن عن الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة وهذا يدل على كمال الحرص والإهتمام بنعيم الجنة واشتغال القلب بهم الآخرة وحسن العاقبة والمآل ووجود هذا في قلب المؤمن علامة على صدق إيمانه وإخلاصه وتعلقه بالله وإيثاره الآخرة على الدنيا الفانية وهكذا كان السلف رضوان الله عليهم قلوبهم حية مشتاقة للجنة ومسافرة عن الدنيا وموقنة أنها راحلة وكانت أقوالهم وأفعالهم تدور على هذا الأصل وكان رسولنا المتأله صلى الله عليه وسلم أشد الناس تعلقا بالله وزهدا في الدنيا واشتغالا بهم الآخرة ولذلك قال: (ما لي وللدنيا وما أنا والدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها). رواه أحمد. وكانت حاله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر عجبا عن عقبة قال: (صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته). رواه البخاري. ومن تأمل في أحوالنا وجد كثيرا منا تعلق قلبه بهم الدنيا وفتن بزينتها وجمع حطامها ونسي قلبه هم الآخرة ولم يجتهد في العمل لها وتحصيل ثوابها فالله المستعان.

الثانية :
في الحديث دليل على أن من التزم أداء الفرائض وترك المحرمات دخل الجنة وأهم الفرائض المباني الكبرى في الدين الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الرحم كما استفاض ذلك في السنة ففي البخاري عن أبي أيوب أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : (أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم). وكذلك اجتناب الكبائر من أعظم أسباب دخول الجنة  كما في النسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ثم تلا: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً(.

الثالثة :
دل الحديث على أن الإقتصار على أداء الفرض يكفي في دخول الجنة وقد جاء صريحا في حديث طلحة بن عبيد الله أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: (يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة فقال الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني بما فرض الله علي من الصيام فقال شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام فقال والذي أكرمك بالحق لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق). متفق عليه. ولا يشترط في دخول الجنة الإتيان بالسنة فمن حافظ على الصلوات الخمس والزكاة ورمضان والحج واقتصر على ذلك ولم يتطوع بالنوافل دخل الجنة وكان في رتبة المقتصد من أهل الإيمان ويدخل في منزلة أهل اليمين في الجنة لكن من أتى بالسنن وأكثر من النوافل كان أفضل منه وأعلى منزلة في الجنة لأنه في رتبة السابق بالخيرات ويدخل في منزلة السابقين بالجنة قال الله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). قال ابن عباس: (السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم). فينبغي للمؤمن أن يأت بالفرائض والسنن ولا يفرط في فضلها لتكفر خطاياه وتسد خلله في الفريضة وترفع درجاته في الجنة.

الرابعة : أسباب الطاعات تكون مدخلة للعبد الجنة من أول وهلة إذا لم يتلبس العبد بشيء من الكبائر التي تحرمه وتمنعه من دخول الجنة كما جاء ذلك مفسرا في بعض الأحاديث كما في حديث عمرو بن مرة الجهني قال:(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت شهر رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه). وكذلك كل ما ورد من الأحاديث التي توجب عدم دخول الجنة بالكبائر كالعقوق والكبر والنميمة فإذا تغشى المسلم الكبائر وأصر على السيئات ولو مع فعل الطاعات استحق الوعيد وتعرض للحساب والعقوبة ودخل النار ليمحص وتكفر سيئاته إلا أن يتغمده الله برحمة من عنده ويعفو عنه والحاصل أن نصوص الوعد والثواب لا تنفذ إلا بالخلو من نصوص الوعيد والعقاب فلا بد من تقييد النصوص المطلقة والعمل بنصوص الوعد ونصوص الوعيد كليهما على حد سواء والنظر إليهما بإتزان واعتدال وعدم إهمال شيئ منهما وهذا هو تحقيق مذهب أهل السنة والجماعة الذي أجمع عليه أئمة السنة في سائر العصور خلافا للمكفرة الذين أعملوا الوعيد وأهملوا الوعد والمرجئة الذين أعملوا الوعد وأهملوا الوعيد.   

الخامسة :
التوحيد من أعظم ما يدخل العبد الجنة وهو أعظم سبب يدخل الجنة وحسنته ترجح في كفة العبد على سائر الحسنات وقد تواتر هذا المعنى في السنة كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة). رواه أبوداود. وعن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت). رواه الترمذي. وهذا يدل على أن أول الأسباب وأهمها التوحيد وفي حديث أنس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ). رواه الترمذي. وهذا يدل على أن التوحيد من أعظم أسباب المغفرة وتركه من أعظم أسباب العقوبة كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). ومع عظم التوحيد وكمال فضله إلا أن كثيرا من المتأخرين حتى بعض المنتسبين للعلم لم يفهموا حقيقته وزهدوا فيه وأكثروا من الجدال في مسلماته فيجب على المؤمن أن يحقق التوحيد ويحرص أشد الحرص على أن يكون من الموحدين السالمين من الشرك والبدع والكبائر ليفوز بالجنة ويكون من أهلها ومن المؤسف أن ترى رجلا حريصا على فعل الطاعات والنوافل وهو مخل بالتوحيد واقع بما يقدح في أصله أو كماله غير مبال بما ورد من الوعيد في خطر الشرك ووسائله وهذا يدل على ضعف البصيرة وقلة الفقه وانحراف المنهج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.

السادسة :
قوله (وأحللت الحلال وحرمت الحرام) في تفسيره وجهان:

الأول :
أن يكون المراد معتقدا حل ما أحله الله وحرمة ما حرمه الله وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله عز وجل: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ). قالا: (يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه عن مواضعه).

الثاني :
أن يكون المراد فعل الحلال وهو ما يقابل الحرام فيشمل المباح والواجب والمسنون واجتناب الحرام. فيجب على المسلم أن يعتقد حل ما أحله الله وتحريم ما حرمه الله ثم يلتزم ذلك في سلوكه فيأتي الحلال بكل معانيه وصوره ويمتنع عن إتيان الحرام فيكون متبعا للشرع في الإعتقاد والعمل ومن اعتقد تحليل ما أجمع على تحريمه أو تحريم ما أجمع على تحليله فهو خارج من الملة لأنه مفتر على الله الكذب قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ). والتحليل والتحريم من خصائص الله وليس للمخلوق أن ينازع الله في هذا الحق ولا يحلل الله ولا يحرم شيئا إلا عن حكمة بالغة ومصلحة راجحة.

وقد ضل في هذا الباب ثلاثة أصناف :


الصنف الأول :
الكفار الذين يحرمون ويحللون من تلقاء أنفسهم ليوافق أهوائهم ودينهم المحرف كما قال الله في حق الكفار الذين كانوا يغيرون تحريم الشهور: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ).  والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاما فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاما فيحرمونه بذلك وقد حرموا على أنفسهم بعض الذبائح.

الصنف الثاني :
المتصوفة الذين غلب عليهم زهدهم في الدنيا مع قلة الفقه في الدين وقلة الإتباع للسنة فحرموا على أنفسهم بعض المباحات تقشفا وقد قال الله فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلاَلاً طَيِّبًا). ويدخل في هذه الآية كل من حرم شيئا من الطيبات والوسائل العصرية تورعا أو اشتباها وألزم الناس بذلك وأثمهم على تعاطيها أما من ترك شيئا وكرهه ليس تحريما وإنما من باب الورع والإحتياط للشبهة أو ما يترتب عليه من المفسدة أو الصد عن ذكر الله أو ترك شيئا من المباح لينكسر قلبه ويتفرغ للعبادة فهذا فعل حسن لا حرج فيه وهو مسلك أهل الورع والزهد والأفضل إن كان يقتدى به أن يباشره ولو مرة ليبين الجواز ورفع التهمة عن نفسه والحرج عن العامة.

الصنف الثالث:
السفهاء والجهال الذين يحرمون أشياء على أنفسهم لأجل الخصومة أو سبق الحلف والطلاق على ألسنتهم في كل مناسبة أو الإضرار بأحد ويغلب عليهم هذا السلوك المشين ثم يذهبون لمن يجد لهم رخصة ومخرجا مما هم فيه وهذا تصرف فيه حرج وتنطع وتشبه بالمستخفين بشرع الله.

السابعة :
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن هناك أفعالا وأقوالا عظاما تدخل المؤمن النار وهي كل ذنب ورد فيه الوعيد بالنار وأعظمها الشرك بالله كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يشرك بالله دخل النار). متفق عليه. وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم لقول رسول الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع). متفق عليه. وأكل الربا قال الله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). وأكل مال اليتيم لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرً). وشهادة الزور واليمين الغموس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان). متفق عليه. والرشوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي). رواه أحمد. والسرقة والتصرف بالمال العام من غير حق ويدخل في هذا جميع صور الإنتفاع المحرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة). رواه البخاري. وغش المسلمين في مصالحهم وأموالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة(. متفق عليه. والأكل والشرب في أواني الذهب والفضة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من شرب في إناء ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم). متفق عليه. والكبر والغلظة على المسلمين ومنع حقوقهم لحديث: (ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مسكتبر). متفق عليه. وشرب الخمر ما لم يتب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وإن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار). رواه مسلم. والزنا سبب لدخول النار كما ثبت في البخاري. وورد الوعيد في سرقة عقارات المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أخذ من الأرض شبرا بغير حق خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين). رواه البخاري. وغير ذلك من الأمور العظيمة التي جرمها الشارع الحكيم والواجب على المسلم أن يتجنب الوقوع في هذه الأعمال ويفر منها ومن وسائلها وإن ضعفت نفسه وغلبه الشيطان وألم بذنب وجب عليه أن يقلع في الحال ويستغفر ويصلح حاله ولا يصر على المعصية ويتبع ذلك بالحسنات.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية