اطبع هذه الصفحة


الرخصة عن حضور المغرب بسبب الانشغال بالفطر

خالد بن سعود البليهد


 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:  فالأفضل للصائم أن يفطر على رطبات وماء ثم يصلي مع الجماعة في المسجد ثم يتعشى لأن هذا هو غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بالعزيمة وأكمل في الأجر لكن لو وضع الطعام بين يديه أو وافق طعاما عند قوم فالمستحب له أن يتعشى ولو فاتته صلاة الجماعة في المسجد لأن هذه رخصة ثابتة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: (إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ، وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ). متفق عليه. وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا قُدِّمَ العَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ، وَلَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ). وقال الترمذي: (وعليه العمل عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وابن عمر وبه يقول أحمد وإسحاق يقولان يبدأ بالعشاء وإن فاتته الصلاة في الجماعة. والذي ذهب إليه أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أشبه بالاتباع وإنما أرادوا أن لا يقوم الرجل إلى الصلاة وقلبه مشغول بسبب شيء وقد روي عن ابن عباس أنه قال لانقوم إلى الصلاة وفي أنفسنا شيء). فيأكل حتى يقضي حاجته ويفرغ قلبه ولا يعجل ثم إن خرج إلى المسجد وصلى مع الجماعة الثانية فحسن والأمر في ذلك واسع ولا ينبغي التشديد في ذلك.

وإن صلى في بيته فلا شيء عليه لأن صلاة الجماعة تسقط في حقه حينئذ لحديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ). رواه مسلم. وقد نص عامة الفقهاء على سقوط صلاة الجماعة بسبب حضور الطعام.

ولا يجب الأخذ بالرخصة خلافا للظاهرية لحديث عمرو بن أمية رضي الله عنه: (أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ ﷺ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ). رواه البخاري. ولو صلى ونفسه تتوق إلى الطعام فصلاته صحيحة عند عامة أهل العلم قال ابن عبد البر: (أجمعوا على أنه لو صلى بحضرة الطعام فأكمل صلاته أن صلاته تجزئه).

والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

خالد بن سعود البليهد

10/9/1445


 

 
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية