اطبع هذه الصفحة


رؤية شرعية في سلوك الترجل عند الفتيات

خالد بن سعود البليهد

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد فإن الشريعة جاءت بتمييز المرأة عن الرجل في باب العادات والمعاملات بما يناسب طبيعتها وفطرتها وأنوثتها وخصائصها وهذا أصل مهم يجب على المسلمين مراعاته.

وقد أمرت الشريعة بتدابير وأمور ونهت عن أمور تحقيقا لهذا الأصل:
1- التفريق بين الذكور والإناث في المضاجع.
2- نهي النساء عن التشبه بالرجال.
3- نهي الرجال عن التشبه بالنساء.
4- النهي عن اختلاط الرجال بالنساء.
5- نهي المرأة عن حلق الرأس حتى في النسك.
6- إباحة التحلي بالذهب للمرأة وتحريمه على الرجل.
7- عدم تكليف المرأة بالأعمال الشاقة كالجهاد والسعي إلى المساجد.

وقد لوحظ أخيرا انتشار سلوك الترجل عند بعض فتيات المسلمين في الأسواق والمدارس وغيرها فتجد الفتاة تلبس ملابس الشباب وأحذيتهم وتقص شعرها على هيئة الولد وتضع العطر الخاص به وتتصرف وتتكلم كهيئة الولد وهذا أمر خطير محرم في شرعنا يجب علينا أن نتنبه له ونسعى في إزالته وتوعية الأولياء على خطورته.

إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على الفتاة أن تتشبه بالرجل ولعنها وجعل ذلك من كبائر الذنوب ففي البخاري عن ابن عباس أيضا أنه قال (لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء).وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال).
وقد أجمع الفقهاء على تحريم ذلك. قال الذهبي رحمه الله : "تشبه المرأة بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر".

إن هذا السلوك ينشأ مع الفتاة قرب بلوغها ويستمر معها وإذا لم يعالج ويستدرك أوصل الفتاة إلى مرحلة الشذوذ الجنسي والعياذ بالله كما هو واقع الآن. وتخطئ بعض الأمهات حين تظن أن الأمر سهل وأن الفتاة حرة في هذا السلوك أو أنه مجرد هواية واهتمام لها فلا نضيق عليها. كل هذا من تلبيس الشيطان وتضييع الأمانة لأن ما حرمه الشرع يجب تركه ولا نناقش فيه ولأن الشرع ما حرمه إلا وهو يشتمل على مفاسد كثيرة.

إن الفتاة في البداية يحملها الفضول على التشبه بالرجل وحب التقليد فتحاكي الرجل في المشية ورفع الصوت واستخدام العنف ومنطق القوة في التعبير عن رغباتها والدفاع عن حقوقها ثم يصبح ذلك سلوكا لها فيما بعد ويزداد تمسكها به إذا رأت إعجاب بعض الفتيات بها وتقربهن لها وربما تجاوز الأمر إلى إقامة علاقات شاذة.

إن هذا السلوك له أسباب كثيرة منها:
1- نشأة الفتاة وحيدة مع ذكور مما يؤثر على تفكيرها وسلوكها واهتماماتها.
2- تأثر الفتاة بصديقات السوء في المدرسة ومحيط الأسرة.
3- مبالغة الفتاة في تتبع الموضة وآخر الصرخات.
4- التأثر بالأفلام والأغاني الغربية والتعلق بنجوم الفن.
5- ضعف مستوى التدين وقلة الإيمان والوعي الشرعي.
6- الإنحراف الفكري والتحرر من أحكام الشرع والانفتاح بلا قيود.
7- الإنسياق وراء الشهوة والعاطفة المحرمة.
8- خلل نفسي في شخصيتها مما يجعلها تفعل ذلك للفت انتباه الآخرين والحصول على إعجابهم.

ويجب على أولياء الفتيات أن يتخذوا التدابير الآتية:
1- أن يفرقوا بين الفتاة والولد في غرفة النوم والمكان المخصص للراحة.
2- أن يختاروا للفتاة الملابس والأحذية والإكسسوارات الخاصة بالنساء.
3- أن ينهوا الفتاة ويمنعوها عن كل لباس أو حذاء أو زينة خاصة بالرجل.
4- أن يبينوا للفتاة ويوعونها عن حرمة تشبهها بالرجل وحركاته وأن الله خلقها على هيئة خاصة لا تناسب ولا تشابه هيئة الرجل.
5- أن يقنعوا الفتاة ويمنعوها عن ممارسة الألعاب الخاصة بالرجل التي تتطلب بذل عمل شاق ومغامرة وقد يحصل فيها سقوط وانكشاف للعورة.
6- أن تهتم الأم بالفتاة وتعودها على التجمل والتزين حتى يصبح عادة لها.

ويجب على الفتاة المسلمة أن تتق الله وتبتعد عن كل ما هو من خصائص الرجال وهيئتهم وتترك التشبه بهم ولا تتهاون في هذا الأمر ولو كان هذا التصرف منها على سبيل العبث واللهو والمزح لأن فيه مخالفة للشرع ومخالفة للفطرة التي خلقها الله عليها وينبغي عليها أن تعتني بأنواع الزينة ووسائل التجميل المباحة حتى تظهر أنوثتها وتتميز كل التميز عن الرجل وأن تلزم الحياء وخفض الصوت وكل ما يناسب رقة المرأة.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية