اطبع هذه الصفحة


حكم الزواج مع خلع الحجاب

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

أنا فتاة متدينة ومحجبة، تقدم لخطبتي شاب ظروفه مناسبة، وهو يعمل
في الولايات المتحدة. وهو مناسب لي من عدة نواحي فكرية ومادية واجتماعية، وهو من عائلة كريمة الأخلاق.. ومن خلال تعارفنا وتحادثنا في ظل العائلتين على مدى ما يقارب ستة أشهر، أحب كل منا الآخر و تم الاتفاق مبدئيا على الزواج. وفي أثناء تخطيطنا لحياتنا المستقبلية، أخبرني بمخاوفه الشديدة من ارتدائي
للحجاب في أمريكا، حيث أن المحجبات يتعرضن للنبذ والإيذاء النفسي في
الولاية التي يعمل ويعيش فيها. وبشكل عام فانني على دراية بما يعانيه المسلمون في مختلف بلدان العالم.
كما أخبرني أن الحجاب سيشكل صعوبة في تعاملاتي مع المجتمع هناك .. حيث كان من المفترض أني سأكمل دراسة الدكتوراه هناك في حالة الزواج به والسفر، حيث أنني أعمل بالجامعة في بلدي، وطبيعة عملي بالتدريس تتطلب التعامل المباشر والاختلاط بالمجتمع، وهذا في حدود يقرها الدين والمجتمع.
ورغم اعجابي بالشاب وحبي له وتناسبنا الشديد معا. فإن احتمالية اضطراري
لخلع الحجاب تؤرقني، فأنا أخاف الله.
فهل يعتبر علمي باحتمال اضطراري لخلع الحجاب هناك بعد السفر إثما أم أنه
يندرج تحت حكم الاضطرار والرخصة؟ والله يعلم أنني لا أبغي في هذه الزيجة سوى العفاف لي ولهذا الشاب الذي يقيم وحيدا في بلد غريب معرض للفتن..


الجواب :
الحمد لله. لا شك أختي الكريمة أن الزواج أمر طيب حث عليه الشرع الحكيم وله نتائج وثمار حسنة. لكن إذا اشتمل الزواج على أمر محرم أو أدى للوقوع فيه منع المسلم من فعله. ومما لا شك فيه أنه يجب على المرأة المسلمة أن تلبس الحجاب الكامل الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز لها أن تترك ذلك مهما كانت الظروف والأحوال. أما حكم الزواج ففيه تفصيل على النحو الآتي:
1- إذا اشترط الرجل على المرأة في العقد خلع الحجاب أو علمت منه ذلك أو غلب على ظنها خلع الحجاب حرم عليها الزواج به والدخول في هذا العقد لأنه يفضي إلى معصية الله ويؤدي للفتنة.
2- إذا لم يشترط الرجل ذلك ولم تعلم منه ولم يغلب على ظنها جاز لها الزواج به. أما مجرد الخوف مما يحصل في المستقبل فلا يمنع من الزواج ولا يؤثر في حكمه.
وكذلك السفر إلى بلاد الكفار إذا غلب على ظن المرأة وقوعها فيما حرم الله وتساهلها بأحكام الشرع حرم عليها السفر.
والذي بلغني أنه يمكن للمرأة أن تلتزم بالحجاب في بلاد الكفار من غير أن يلحقها أذى في دينها وما يحصل لها من المضايقات أمر سهل يمكن الصبر عليه ولا يسوغ لها ترك الحجاب بالكلية و بعض النساء يجدن ذلك في بلاد المسلمين.
فنصيحتي لك المحافظة على حجابك والإتفاق مع خطيبك على عدم خلعه مهما حصل من المضايقات فإن وافق فتزوجيه وإلا فدينك مقدم على كل ما سواه وإن تركتي الزواج لأجل الله فلن يضيعك وسييسر أمرك ويرزقك الزوج الصالح بلطفه وكرمه. ونصيحتي لك أيضا بترك العمل المختلط مع الرجال لأن الشرع حرم ذلك. وأسأل الله أن يوفقك ويرزقك الزوج الصالح.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية