اطبع هذه الصفحة


دواء العشق

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

شيخي الفاضل
السلام عليكم
سألتك بالله ان تقرأ قصتي فلست اطمع لا بمال منك ولا بشفاعة إنما أريد ان استأنس برأيك
فلعل الله يكتب على يديك انقاذ اسرة من التشتت
اضع بين يديك قصتي اللتي انهكتني وحطمتني
بدأت قصتي عام 0000 حيث تزوجت امرأة طار عقلي بها واخذت بتلابيب قلبي
وبادلتني نفس الشعور .. كانت تحدث بيننا احيانا مشاكل هي اقرب ما تكون لمشاكل
بداية الزواج
المهم انه بعد سنة من زواجنا رزقنا بطفلة ملأت علينا حياتنا . الا انه وبعد
مرور سنه تغير حال زوجتي كثيرا واصبحت تطلب الطلاق عند ادنى الاسباب ولولا خوفي
من التهاون بالحلف لقلت ان الذي بها سحرا او عينا
فوالله كأنها بشخصيتين او كما يسمونه علماء النفس انفصام الشخصية
شخصيتها الحقيقية الطيبه الهادئة وشخصية ثانيه قمة بالقسوة واقسم بالله يا شيخي ان حتى صوتها يتغير
المهم بدأ يزيد كرهها لي كل يوم وازيد حبا بها كل يوم حتى اصبحت كالمجنون امشي وراء رضاها
المستحيل
استمر حالي معها على هذا الحال سنتين اذاقتني الوانا من الذل والعذاب وبالاخير
طلقتها ودمعتي على خدي
بعد طلاقي عانيت من حالة نفسيه صعبة جدا حتى اني هددت بالفصل من العمل لكثرة
غيابي واصبحت اراجع عيادة نفسيه لمدة 3 شهور
ألتجأت الى ربي كثير واستجرت به وما خاب من لجأ الى ربه
تعدل حالي ورغم الجرح العميق الذي في قلبي الا اني واصلت دربي وبدات تعود لي
البسمه بل واصبحت ادرس الماجستير انتسابا .. اي اني عالجت نفسي بنفسي بفضل من الله بعد ان من
الله علي بالتناسي ,اقول التناسي وليس النسيان
وبعد مرور سنتين على طلاقنا ,لاحظت من زوجتي بعض الحركات اللتي كنت اترجمها
انها محاولة للتقرب والتودد
فأصبحت ترسل على جوالي مثلا
((اذا كنت تستطيع ان تمر ابنتك اليوم مشكورا فهي تسأل عنك))
وكثرة رسائلها
كنت لا ارد على رسائلها الا عن طريق ورقة اكتبها واضعها تحت بابهم
الا انه قي يوم من الايام وقبل تقريبا اسبوعين ارسلت لي رساله تطلب مني ان
اكلمها ضروري
فخفت ان بنتي فيها شي لا قدر الله
وبالفعل اتصلت وتكلمت في مواضيع ليست ضروريه كما ادعت الا اني احسست انها كانت
تتقرب مني لا اكثر
وبالفعل كلمتها اكثر من مره وقالت بأنها اسفة على ما مضى وتريد العوده
تغلب قلبي على عقلي ورقص فرحا برجوع حبيبته واستمرت مكالماتنا اكثر من 4 ايام
ووالله يا شيخي الفاضل اني وقتها كنت ابحث عن بيت نسكن فيه اي اني تأكدت من
رجعتها ..الا انها وبعد كل هذا اتصلت لتقول انها غير مرتاحه وان اللي فيها يبدو
انه عين .. انهرت يا شيخي من جديد بل اني انهرت اكثر من اول كنت احدثها وانا
بالسيارة بكيت كثيرا لم استطع القيادة ووقفت عند مسجد
لاغسل وجهي الا اني سقطت مغمى علي وجاء رجل جزاه الله خيرا واخذني للمستشفى
وخرجت في نفس الليله لا احد يعلم مابي الا رب العالمين خرجت بحزني وهمي وذهبت
الى البيت ورفعت يدي الى السماء ودعوت الله ان يفرج همي وبالفعل استيقظت صباحا
لا اقول معافا ولكني متماسك وقررت السفر مع اخواتي الى 000
وبعد يومين اصبحت تتصل وكنت لا ارد وترسل وكنت لا ارد ثم ارسلت لي رسالة تقول
فيها ((انها بمشكلة صعبة وتطلب مساعدتي))ــ
صدقتها الا اني لم اتصل بل ارسلت لها رساله ان ارسلي لي مشكلتكي
برساله لاني كنت خائف ان اسمع صوتها فاتعلق بها من جديد
الا انها ردت علي برساله ان مشكلتها كبيرة وترجوني ان ارد عليها
وبالفعل اتصلت بها ,, واذ بصوت خاضع ونادم وصوت عذبه الشوق والحب
وقالت لي بأنها تريدني ولكنها لا تعلم ما بها وبكت كثيرا وبكيت معها
وبعد اكثر من اسبوع فعلت بي ما فعلته بالمرة السابقه
اي تغير تفكيرها وشخصيتها وكأن بها مس يتكلم بلسانها عندما نريد ان نعود لبعضنا
وعندما الومها تقول لي ان مابيدها حيلة وانها تحت تاثير عين قويه
اشتريت لها كتباً عن العين وعن السحر وشريط الرقيه الشريعه ووصلتها الى بيتهم
انا الآن يا شيخي اعيش دمارا نفسيا لا تتحمله الجبال
قتلت اكثر من مرة ,, والله العظيم يا شيخي الفاضل اني اذا قطعت الشارع على قدمي
انظر الى السيارات القادمه واتمنى لو تصدمني احداها
تعبان يا شيخي ولا اعرف ماذا افعل
هي تحبني وانا احبها ولكني لا اعلم مالذي يصيبها ويغيرها علي والله اني احس
احيانا ان بها مس او ان مابنا هو سحر التفريق
لا اعرف ماذا افعل
المشكلة ان والدها لا يرضى بأن تذهب بنته لتحصل على الرقية الشرعيه
شيخي الفاضل ساعدني

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. أخي الكريم قرأت رسالتك مرارا وتأملت في مشكلتك و الذي يظهر لي أنك تعيش حالة عشق شديدة وقد تكون مصحوبة بمس أو عين أو سحر. والمهم أن علاج حالتك يكون في الأمور الآتية:
أولا: يجب أن تعلم أن ما أصابك هو ابتلاء من الله تكفيرا لذنوبك ورفعة لدرجاتك كما ابتلي الصاحون من قبلك والواجب عليك أن تصبر وتحتسب الأجر وتبحث عن الأسباب التي تخرجك من أثر هذه المصيبة.
ثانيا: يجب أن تعلم أنك ما زلت في خير فإن كان الله أذهب عنك هذه المرأة فقد أعطاك الكثير الصحة والمال والدين والولد فلا داعي لتحزن على ما فاتك لأنك تمتلك الكثير .
ثالثا: الأفضل لحالك والأسلم لدينك ودنياك وصحتك أن تبتعد كل البعد عن هذه المرأة التي دمرت حياتك. فاحرص كل الحرص على الإبتعاد عنها واتخاذ جميع الوسائل والأسباب التي تحقق ذلك.
رابعا: يجب أن تكون قويا بالله حسن التوكل عليه وتعلم أن الحزن والأسى على شيء مضى لا ينفعك ولا يغير حياتك إلى الأفضل. فكيف رجل مثلك يمتلك القوة والقدرة والإرادة والثقافة يستسلم وينهار أمام امرأة ضعيفة.
خامسا: ما وقع لك ليس نهاية حياتك الإجنماعية فلا تلتفت إلى الوراء أبدا بل عليك بالبحث والتفكير إلى ما يصلح حياتك في الحاضر والمستقبل. وكم من رجل طلق امرأة حسناء من أحب الناس إليه وابتدأ حياة جديدة وعوضه الله خيرا منها وكذلك العكس.
سادسا: يجب أن تعلم أنك مبتلى بالعشق ودوائه يكون في هذه الأمور:
(1) المواظبة على أداء الصلوات يخشوع قلب وتدبر والإكثار من النوافل.
(2) الإكثار من دعاء الله بقول: ‏(‏يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك‏.‏ يا مصرف القلوب، صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك‏)‏، فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك، كما قال تعالى‏:‏ ‏( ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ).
(3) البعد وترك كل ما يذكر بالحبيب من المسكن والرسالة وسماع الصوت وغير ذلك مما يجدد الذكرى ويهيج الحال. فإن البعد جفا ومتى قل الذكر ضعف الأثر في القلب.
(4) الإكثار من تلاوة القرآن والذكر بتدبر وتفكر فإن القلب إذا اشتغل بحب الله وذكره انصرف عن محبة الخلق وضعف تعلقه بهم.
(5) النظر والتفكر في حال الدنيا وأحوال الآخرة وما أعده الله للصابرين من أهل الجنة والنعيم الذي ينتظرهم فهذا التفكر يوجب للعبد الزهد بأهل الدنيا و معرفة أنها زائلة وممر إلى الآخرة فلا يليق به الركون إليها والتعلق بحطامها.
سابعا: أنصحك بالسعي والبحث عن امرأة صالحة في دينها جميلة في شكلها خلوقة فإن وجدتها فاستعن بالله وتزوجها ولا تضيع شبابك ولا تردد في اتخاذ هذا القرار. فإن زواجك سيملأ فراغك ويشبع عاطفتك وينسيك ماضيك.

وأسأل الله أن يذهب ما في قلبك من عشق و يوفقك لما يحب ويرضى ويرزقك المرأة الصالحة التي تسعدك وتحول حياتك إلى جنة و اطمئنان.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية