اطبع هذه الصفحة


الأطفال في القبور يحنون إلى أمهاتهم

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

ما هو حال الأطفال في القبور وهل يحنون إلى أمهاتهم ويفتقدونهم ؟ أفيدونا
مأجورين ؟


الجواب :
الحمد لله. هذه المسألة من أمور الغيب وهي تتعلق بأحوال الناس في الحياة البرزخية وما كان من هذا الباب فقد حجبه الله عنا إلا ما أخبرنا به بنفسه أو عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم كسماع الموتى قرع نعال مشيعيهم وسؤال الملكين لهم و وقوع العذاب والنعيم عليهم وخروجهم من قبورهم عند النفخ ، وقد سكت الله عن باقي الأمور . وقد وردت آثار عن السلف في بيان أحوال الموتى و تعارفهم وتسائلهم وغير ذلك من التفاصيل . والتحقيق في مسائل وأحوال البرزخ والآخرة الإمساك وعدم الخوض في أمر ما لم يرد فيه آية أو خبر معصوم صحيح ، لأن ذلك من الغيب الذي لا يدرك بالعقل المجرد ولأنه لا يمكن قياس أحوال البرزخ والآخرة على الدنيا ولأن الكلام في ذلك كلام بلا علم وقد نهى الشرع عن ذلك ولأن الحديث عن ذلك أمر لا طائل ورائه من القيل والقال الذي نهينا عنه ولأننا نوقن أن الله أطلعنا على ما ينفعنا وسكت عن أمور لحكمة فلا يشرع لنا أن ننقب في أمور أخفاها الله عنا ولم نؤمر بالتفكر والتدبر فيها. فالسلامة للمؤمن الإمساك عن ذلك وعدم البحث في أمر لم يكلف فيه ولا يسأل عنه ولا يترتب عليه عمل. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين قال ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) رواه البخاري. وقد اختلف أهل العلم في الأطفال هل يمتحنون ويسألون في القبر على قولين مشهورين ومال ابن تيمية إلى أنهم يمتحنون. والحاصل أنه لا أعلم شيئا ورد في حال الأطفال في قبورهم وكونهم يحنون إلى أمهاتهم فلا يخاض في ذلك .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية