اطبع هذه الصفحة


علامات ليلة القدر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
سؤالي هو عن ليلة القدر:
نسمع الكثير عن هذه الليله المباركه لكن سؤالي كيف أعلم انني ادركت الليله ..؟؟
سمعت انه قد تكون رؤيا او شعور نشعر به او نسيم بارد يمر عليك , هل هذا الكلام صحيح.؟
أرجو من فضيلتكم التوضيح عن هذه الليله المباركه وكيفيتها..؟؟
ولا حرمتم الاجر

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله. ليلة القدر أشرف ليلة في السنة ولها فضل عظيم في الشرع قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه. وهذا في تكفير الصغائر أما الكبائر فلا بد من التوبة منها بخصوصها.
ولهذه الليلة خصائص عظيمة من نزول الملائكة وكثرة الخير والبركة وخلوها من الشر والأذى وتقدير مقادير الخلق وتضعيف العمل الصالح فيها وتكثير ثوابه وغير ذلك من المزايا العظيمة.
وقد كانت ليلة القدر معلومة للنبي والصحابة ثم أخفاها الله عز وجل عن عباده لحكم كثيرة منها اجتهاد المسلمين في العبادة حتى يدركوها.
والصحيح أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التمسوها في العشر الأواخر ) متفق عليه. تتنقل من ليلة لأخرى في كل سنة وآكد الليالي التي تتحرى فيها الليالي الوتر ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين وآكدها ليلة سبع وعشرين.
ويشرع للمؤمن أن يقول في هذه الليلة ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الإمام أحمد.
و قد ذكر العلماء علامات كثيرة لليلة القدر من اعتدال الجو وسكون الريح و نزول المطر وانشراح الصدر ونباح الكلاب و انقطاع النجم وعذوبة البحار وانتشار الأنوار وغير ذلك ، ولكن الذي ثبت في السنة علامتان:
الأولى- أن تخرج الشمس في صبيحتها صافية لا شعاع لها كالطست قال صلى الله عليه وسلم ( وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ) رواه مسلم.
الثانية- أن تكون معتدلة ( ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) رواه ابن خزيمة.
وينبغي للمؤمن أن يجتهد في هذا الليالي العشر خاصة في الأوتار منها ويحافظ على صلاة التراويح وإذا اجتهد فهو مدرك ليلة القدر إن شاء الله وفضل الله واسع. وليست العبرة في معرفة هذه الليلة وتحديدها إنما العبرة في الإجتهاد والإخلاص فقد يجهل الإنسان هذه الليلة وهو من المقبولين فيها وقد يعرفها وهو من المحرومين فيها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية