اطبع هذه الصفحة


حكم ضرب الدف في الخطوبة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

هل يجوز في الخطبة ضرب الدف ..... ام لا .....
واذا كان يوم الخطبة (سيكتب الكتاب ) هل يجوز الضرب على الدف ؟؟؟


الجواب :
الحمد لله. يباح ضرب الدف في مناسبة العيد وقدوم الغائب ويسن في العرس ولا يشرع ضربه في غير ذلك من المناسبات وقد اختلف الفقهاء في ما سوى هذه المواطن الثلاث فمنهم من ألحق بها الختان ومنهم من وسع الأمر ورخص به في كل مناسبة فرح والصحيح أنه لا يرخص به إلا فيما ورد به النص وما سواه يبقى على أصل التحريم لأن هذا مقتضى الرخصة و لا يصح القياس على ما كان مستثنى من الأصل ولأن توسيع الأمر يفضي إلى انتشار اللهو وكثرته وهذا مناف لمقصود الشارع ولأن الأمر لا يمكن ضبطه بحد فوجب الرجوع إلى الشرع.
وقد دلت السنة على هذه المناسبات الثلاث فقط:
(1) العيد: عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال : ( دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد) ، وتلك الأيام أيام منى . متفق عليه.
(2) العرس: عن الربيِّع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بُني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد.فقال : ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ) . رواه البخاري.
(3) قدوم الغائب: عن بريدة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب.رواه الترمذي.
والمراد بالعرس وقت كتابة العقد و بناء الرجل بامرأته فال الإمام أحمد : " يستحب ضرب الدف والصوت في الإملاك " . أما يوم الخطوبة فلا يشرع فيها ضرب الدف والاحتفال باللهو لأن المقصود من إشهار الصوت بالدف إعلان النكاح وتمييزه عن السفاح والخطوبة ليس فيها عقد وإنما حقيقتها الموافقة على الزوج مبدئيا والوعد بالنكاح وقد يحصل النكاح وقد لا يحصل ، لكن إذا اجتمعت الخطوبة والكتاب في يوم وكان وقتا للدخول سن الإحتفال وضرب الدف.
والصحيح أن ضرب الدف خاص بالنساء ولا يجوز للرجال فعله لأن الأحاديث صريحة في تخصيصه بالنساء ولم يرد حديث صحيح في تعميم ذلك ولا يصح قياس الرجال على النساء في ذلك لأن اللهو من خصائص النساء غير لائق بالرجال ، ولم يكن يفعل ذلك في الصدر الأول إلا النساء.و قد كان السلف يذمون هذا الفعل وينكرونه جدا كما حكى ذلك ابن تيمية
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية