اطبع هذه الصفحة


أقاربنا تغيروا علينا فما الحل معهم

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

شيخنا الفاضل أسأل الله لك الصحة والعافية والجنة
اشكوا لك حالي مع اقاربي الذين وددت بقربهم انا وأهلي بعدما كنا في مدينة اخرى ولكن الحال تغير بعدما كنا احباب ومتآلفين الان اصبحوا يتحسسون منا ويتضايقون بل إذا حدثت مشكلة بيننا او احد اقاربنا يقفون جميعا ضدنا حتى وان كنا على صواب و اصبحوا بالشهور والأسابيع لا يزورونا مع ان المنازل قريبة جدا من بعض, نحسن اليهم ونزورهم وهم بالعكس ولا أدري مالسبب تكلمنا معهم وصارحناهم ولكن لا فائدة ولا أدري ماذا افعل الموضوع شاغلني كثير ارجو الأفادة جزاك الله خيرا..



الجواب :
الحمد لله. أختي الكريمة أوجه لك هذه النصائح إزاء مشكلتك مع أقاربك:
1- إستمري بصلة أقاربك والإحسان إليهم بكل ما تستطيعين مهما أساءوا إليك وقطعوك لأن صلة الرحم عبادة عظيمة أوصى بها الشرع ولها فوائد عظيمة وآثار حسنة في الدنيا والآخرة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: ( لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم
2- يجب أن تعلمي أن الواصل حقا من وصل من قطعه أما من يصل من يصله فهذا مكافئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري.
3- يجب عليك أن تبحثي في الأسباب التي جعلت أقاربك ينفرون منك وأهلك وتتأملي في طبيعة المشاكل التي وقعت بينكم فالإنسان مهما كان صالحا ليس معصوما من الخطأ.
4- عليك بالرفق بهم والصبر على أذاهم واستعمال الحكمة في التعامل معهم في طريقة الكلام واختيار الألفاظ المناسبة والسكوت إذا دعت الحاجة وعدم الدخول مطلقا في مشاكلهم الخاصة. المهم أن تعلمي أن الناس اليوم لا يتقبلون من الشخص الإنتقاد والنصح المباشر فعليك بالتغافل والحرص على تحقيق المصلحة العامة.
5- ينبغي أن تعلمي أنه لا يكسب الناس بمثل العفو عن أخطائهم والتسامح معهم وعدم القصاص وأخذ الحق منهم. ومهما طالت المدة ودارت الأيام فسيدركون طيبتك وحسن خلقك وسلامة صدرك وسيحتاجون يوما إلى مواقفك الطيبة.
6- اعلمي أنك إذا بذلت الأسباب و استفرغت جهدك في كسب مودتهم و صلتهم ثم جفوك وأساءوا إليك فلا ملامة عليك ولا يلحقك إثم في الشرع وإنما الملامة عليهم والإثم يلحقهم شرعا لإن التقصير حصل منهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية