اطبع هذه الصفحة


حكم التشريك لأكثر من شخص في إهداء الثواب

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الله يجزاكم الجنة ..
أيمكنني اخذ طوف حول الكعبة (سبيع ) لأكثر من شخص ..
كذلك الصدقة أيمكنني إشراك شخصين في كفاله أو مانحوه ..
وجزاكم الله خيراً وسدد خطاكم ..


الجواب :
الحمد لله. تشريك أكثر من شخص في إهداء ثواب العبادة يعني أن ينوي المهدي للثواب أن هذه العبادة يكون ثوابها لشخصين أو أكثر. وحكم ذلك التشريك ينقسم إلى قسمين بحسب جنس العبادة:
1- أن تكون العبادة المهدى ثوابها للميت بدنية كالصلاة والصيام والطواف والحج والعمرة فهذا الجنس لا يجزىء التشريك فيها ولا تصح إلا إلى شخص واحد تبعا للأصل كما لا يصح أن يشترك شخصين في عبادة واحدة. ولأنها عبادة متصلة الأجزاء لا يصح تفريقها تبعيض ثوابها. ولأنه لم يرد في الشرع التشريك في ثوابها لفاعلها أو لمن أهديت له. بل لا يصح فيها إلا الإفراد لأن مقصود الشارع إيقاعها من قبل الشخص الواحد على انفراد. عن ابن عباس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة قال من شبرمة قال أخ لي أو قريب لي قال حججت عن نفسك قال لا قال حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ) رواه أبو داود وابن ماجه. ولهذا لم يصحح الفقهاء استنابة الرجل في الحج عن شخصين في عبادة واحدة.
2- أن تكون العبادة المهدى ثوابها للميت مالية كالصدقة و الأضحية والوقف ونحو ذلك فهذا الجنس يجزيء فيه تشريك أكثر من شخص في ثوابها ويصح ذلك تبعا للأصل كما يجوز لشخصين أو أكثر أن يشتركوا في أي عبادة مالية. ولأنه ورد في الشرع ما يدل على جواز ذلك كما شرك النبي صلى الله عليه وسلم في الهدي وعن جابر رضي الله عنه قال: ( اشتركنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة كل سبعة منا في بدنة، فقال رجل لجابر: أيشترك في البقرة ما يشترك في الجزور؟ فقال: ماهي إلا من البدن)، رواه مسلم . ولأن هذه العبادة غير متصلة الأجزاء يصح تفريقها وتبعيض ثوابها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية