اطبع هذه الصفحة


هل عقوبة من تحجبت ثم خلعته أعظم من التي لم تلبسه أصلا

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك عليكم الشهر الفضيل شيخنا الفاضل
و أسال الله تعالى أن يعنني و إياكم والمسلمين
على حسن صيامه وقيامه
أخذت إيميلكم شيخنا الفاضل
و اراسلكم وكلي أمل أن تساعدوني
في نصائحكم إلى أخت لنا
نوت لبس الحجاب في رمضان
و لبسته يوما و خلعته في اليوم التالي
بسبب ما قيل لها من صديقاتها المحجبات و الغير محجبات
إذا قيل لها منهمن:
ان عذاب من تلبس الحجاب و تخلعه اعظم من عذاب الغير محجبة
و ان عليها أن تلبسه طول عمرها
فما نصيحتكم لتثبيتها و توجيهها
والله المستعان


الجواب :
الحمد لله. إرتداء المرأة المسلمة الحجاب فريضة من الفرائض التي فرضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وخلع الحجاب كبيرة من كبائر الذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا . . . وذكر منهما : وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ) رواه مسلم. وعند أحمد : ( الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ) .
ولا يظهر في الأدلة الشرعية الفرق في العقوبة والإثم بين من ارتدت الحجاب ثم خلعته وبين من لم ترتديه أصلا . إلا أن هناك فرقا في الحكم والعقوبة بين المرأة التي تجهل فريضة الحجاب ويخفى عليها حكمه وبين المرأة التي علمت وجوبه وأصرت على تركه فالأولى معذورة شرعا ما لم يحصل منها تفريط والثانية آثمة وتلحقها العقوبة في الآخرة والمذمة في الدنيا.
وإني أبين للأخت وغيرها من المتبرجات نقاطا مهمة في قضية الحجاب:
أولا: إن المسلمة يجب عليها الإلتزام بشرع الله ولا يسوغ لها أبدا الخروج عن طاعة الله ، وإن التزامها دليل على محبتها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وخلعها للحجاب دليل على نقص محبتها لله والرسول.
ثانيا: إن الحجاب زينة للمرأة المسلمة وستر لها عن أعين الرجال ، وهو علامة على صدق إيمان المرأة وطهارة قلبها.
ثالثا: في الحجاب حشمة المرأة وهيبتها واحترامها ، وهو يقطع الطريق على أصحاب القلوب المريضة والشهوات ، ولذلك لا يتجرأ أهل الفساد غالبا على المرأة المتسترة المتحشمة إنما يطمعون ويتعرضون للمرأة المبدية لمفاتنها وزينتها وهذا أمر مشاهد.
رابعا: يجب على المرأة في احتجابها أن لا تصغي لإنتقادات الناس وكلامهم ، وأن لا تستجيب للشبهات ، ولتعلم أن تلكم من الوساوس و الزخرف التي يلقيها الشيطان على أوليائه وجنوده ليخذلوا ويحزنوا الصالحات من أهل الإيمان.
خامسا: ينبغي أن تعلم المرأة أن طريق الجنة محفوف بالمكاره ، فالتزامها بالحجاب وتمسكها بدينها طريق محفوف بالمصاعب والعقبات فلا بد لها من الصبر والتوكل على الله و الإستعانة به. لأن الله أراد امتحان عباده ليعلم الصادق منهم والكاذب.
سادسا: أن صلاح الباطن ملازم لصلاح الظاهر لا ينفك عنه ، فإن صلح القلب صلحت الجوارح وانقادت له ، ولا يمكن أن يتصور صلاح قلب المرأة مع تبرجها وإظهار محاسنها للرجال الأجانب بل سلوكها هذا يدل على خلل في إيمانها ، ومن ادعت خلاف ذلك فهي كاذبة في دعواها مخالفة لشرع ربها.
سابعا: يجب على المرأة أن تستعين بالله وتلبس الحجاب و تحسن النية وتصدق مع ربها ولا تفكر في المستقبل ، ولو فرض أنها ضعفت في فترة من الوقت أو في مرحلة من العمر وتركت الحجاب فلتستغفر الله ولتلبس الحجاب مرة أخرى ولتجاهد نفسها الأمارة بالسوء وتقاوم الشيطان ولا تيأس من إصلاح نفسها فوقوعها في المعصية لا يمنع أبدا من الإستمرار في الطاعة ، ومن صدقت مع الله حري بأن يوفقها الله ويثبتها على الإلتزام بالحجاب.
وأسأل الله أن يهدي المتبرجات إلى لباس الحشمة ويردهن إلى ميدان العفة والطهارة والستر والبعد كل البعد عن سبيل الشيطان وطريق الفتنة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية