اطبع هذه الصفحة


حكم قبول الموظفين الهدايا على رأس العمل

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقوم نحن الموظفين بالتعامل مع شركات اخرى غير شركتنا ويقومون في بعض الأحيان بإعطائنا بعض الهدايا مع العلم أننا لا نستطيع ضرهم ولا نفعهم بشيء .سؤالي هل نقبل منهم هذه الهدايا أم لا ؟؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. إذا التزم الموظف بعمل من قبل الحكومة أو القطاع الخاص وصار يتعاطى أجرا على قيامه بالعمل المنوط به صار في حكم الأجير الخاص وقته ومنفعته أثناء الدوام ملك لهذه الجهة التي تعاقد معها وصار ما يتقاضاه من راتب ومكافأة مقابل للعمل الذي يقوم به. فعلى ذلك لا يجوز له أن يأخذ مالا أو هدية على عمله الذي يقوم به من قبل طرف أجنبي عن جهة العمل لأن هذه الهدايا في حكم الرشوة أو ذريعة إلى ذلك ويترتب على قبول الموظف للهدايا محاباة المهدي وتقديم مصالحه على غيره أو التجاوز والتساهل عن مطالبته ببعض ما يلزمه وفق النظام والعقود. ولو لم يكن هذا الموظف على رأس العمل أو تربطه به مصلحة مادية لما أهدى إليه المهدي تلك الهدية مما يدل على أن هذه الهدية في محل التهمة. ولذلك ورد في السنة النهي عن ذلك كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر يهدى له أم لا). ولأجل ذلك وغيره أرى إغلاق الباب بالكلية ويجب على الموظف الامتناع من قبول الهدية من غير جهة عمله براءة للذمة وقطعا للرشوة وحفظا لمصلحة العمل وأداء الأمانة التي أنيطت به.
أما إذا جاءت الهدية ممن جرت العادة التهادي معه لقرابة أو صداقة أو سبب غير مصلحة العمل وكان القصد من ذلك التودد لغير مصلحة فهذا لا حرج في قبولها والإثابة عليها لانتفاء العلة والشبهة ولأن قبولها لأمر خارج مصلحة العمل ولا يؤثر عليه.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 22/5/1429

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية