اطبع هذه الصفحة


هل يحاسب المرء على ذنوبه قبل البلوغ

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فضيلة الشيخ الجليل
السؤال يا شيخنا هو هل الاشياء التى قام بها الانسان قبل سن البلوغ يحاسب عليها من عند الله وهل من طريقة
يكفر الانسان عن هذة الاشياء علما ان هذة الاشياء تعتبر من الكبائر
واحدى هذة الاشياء انى قمت وانا فى سن الثانية عشرة بفعل شئ غير سوى مع احدى قريباتى وهى نائمة ولما كبرت وعرفت معنى الزنا
قررت ان اتزوجها لاكفر عن هذة الغلطة وبالفعل قمت بخطبتها ولكننا انفصلنا وهى الان سوف تتزوج من قريب اخر لى فهل على شئ
وجزاكم الله كل خير.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. ماارتكبه الانسان من الذنوب والمعاصي قبل بلوغه لا يحاسب عليه ولا يتعلق به عذاب ولا وعيد لأن الثواب والعقاب يثبت على المرء بعد تكليفه والانسان قبل البلوغ غير مكلف بالأوامر والنواهي الشرعية في قول جمهور أهل العلم فالبلوغ شرط للتكليف لقوله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبي حتى يكبر) وفي رواية (حتى يبلغ) وفي رواية أخرى (حتى يحتلم). رواه أحمد أبو داود والترمذي والنسائي. وفي ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى). وما فعله الصبي قبل بلوغه من العبادات يؤجر عليه من باب النوافل والمستحبات زيادة له في الخير.

والبلوغ في الولد يحصل بإحدى علامات ثلاث على الصحيح من أقوال الفقهاء: 1- إنزال المني. 2- إنبات شعر العانة الخشن حول القبل. 3- بلوغ خمسة عشر عاما.

وإنما يؤمر الصبي قبل البلوغ بفعل الأوامر وترك النواهي من قبل ولي أمره على سبيل التعويد على فعل الطاعة وترك المعصية وقد وردت النصوص الصحيحة في ذلك ويأثم ولي الأمر على تفريطه في ذلك.

أما أنت فإن كنت فعلت هذا الذنب بعد حصول إحدى العلامات الثلاث وتحقق البلوغ فأنت آثم على فعلك ويجب عليك الإقلاع عن هذا الذنب والعزم على تركه والندم على ما فات منك وإن تبت توبة صادقة تاب الله عليه ومحا ذنبك وستر زلتك وفضل الله واسع. ولا يلزمك شرعا أن تتزوجها أو تفديها بمال أو منفعة. ولا يلزمك كفارة إنما الواجب عليك التوبة النصوح. والمشروع أن تستر على نفسك ولا تحدث أحدا بذنبك. وإن كنت فعلته قبل البلوغ فلا يلزمك توبة ولا كفارة لأنك لم تكلف بعد وعليك بالإكثار من النوافل والمستحبات ونسيان هذا الأمر وعدم التفكير فيه والابتعاد كليا عن قريبتك وعدم إثارة الموضوع معها أبدا لأنه لا فائدة فيه ولا عمل يترتب عليه مع ما يحصل في تذكره من الحزن والألم وإحراج الفتاة في سمعتها والريبة بها. فأغلق هذا الباب ولا تجعل للشيطان سبيلا عليك يحزنك ويوقعك في الوساوس ويصدك عن فعل الخير.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 11/6/1429

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية