اطبع هذه الصفحة


هل يشرع للإمتحانات أدعية مخصوصة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم يا شيخ أريد أن اسألكم عن بعض الأدعية التي تقال عند الامتحانات هل وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا.

الأدعية هي:

أدعية المذاكرة
دعاء قبل المذاكرة:
اللهم إني أسالك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل

دعاء بعد المذاكرة:
اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت وتعلمت فرده عند حاجتي إليه إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل

أدعية الإمتحان
عند دخول اللجنة:
رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

عند بداية الإجابة:
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي بسم الله الفتاح
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين

عند تعثر الإجابة:
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث رب إني مسني الضر وانت أرحم الراحمين

عند النسيان:
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع علي ضالتي

عند الإنتهاء من الإجابة:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
أنتطر ردكم جزاكم الله خيرا


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا شك أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في هذا الباب ومن المعلوم قطعا أن الامتحانات لم تكن موجودة في صدر الاسلام إنما حدثت في العصر الراهن عندما أنشأت الدراسات الأكاديمية من قبل الغرب ثم انتشرت وشاعت في الدول الإسلامية وهي من المصالح المرسلة. وما ورد من أدعية في هذا السؤال ليس لها أصل في الشرع وهي إلى البدعة أقرب منها إلى السنة فكل من تعبد بذكر أو دعاء مخصوص لأمر مخصوص فيما لم يرد في الشرع وجعل هذا الدعاء بمنزلة الدعاء الراتب الذي جعله الشرع مشروعا في مناسبات خاصة وحث على التزامه فعمله محدث وضلالة خارج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقانون السنة والسلف الصالح. ومما يدل على نكارة هذه الأدعية التفصيل الوارد فيها قبل المذاكرة وبعد المذاكرة وقبل اللجنة وبعدها إلخ ذلك مما لم يعهد في الشريعة التفصيل فيه ولم يجري على طريقة بيان النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه في الفضائل والآداب. وكثير مما يروى في المناسبات ويشتهر ذكره بين الناس لا يثبت إما لكونه ليس له أصل أو روي بحديث فيه نكارة أو إسناد ضعيف ونحو ذلك والعمدة في ذلك على الأحاديث الصحيحة المشهورة في كتب الحديث وإنما يتسمح الفقهاء في الأدعية الواردة في السنة بأسانيد فيها ضعف مقارب.

فعلى ذلك لا يشرع للإمتحانات في جميع أحوالها أدعية مخصوصة ولا يجوز للمسلم أن يلتزم فيها دعاء معينا ويعتقد سنيته والمواظبة عليه. ويجوز له أن يستعمل الأدعية العامة في باب زيادة العلم وانشراح الصدر وسكينة القلب والهداية والسداد ونحو ذلك مما يتحقق به المقصود ويحصل به التوفيق والتسديد في الإجابة واستذكار المعلومة والوصول إلى مرتبة التفوق. فلا بأس على المسلم أن يدعو بما شاء مما ورد ومما لم يرد إذا لم يكن فيه مخالفة وانتفع به ولم يعتقد مخصوصيته للإمتحانات. وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يدعو اللهم يامعلم داود علمني ويامفهم سليمان فهمني. فالأمر واسع في باب الذكر والدعاء مالم يعتقد التخصيص وأن النبي صلى الله عليه وسلم شرعه لأمته في هذه المناسبة. وينبغي للطالب مع ذلك أن يخلص القصد والنية ويحسن التوكل على الله ويثق بعطائه ويأخذ بالأساليب النافعة.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 17/6/1429

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية