اطبع هذه الصفحة


هل عدم العفو يمنع من قبول العبادة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

إذا وجدت من امرأة إساءة فإذا لم أسامحها يتقبل الله مني صيام التطوع؟


الجواب :
الحمد لله. ورد في السنة الصحيحة أن الله يؤخر المغفرة عمن بينه وبين أخيه المسلم عداوة وشحناء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين : يوم الاثنين ، ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مؤمن ، إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا ، أو اركوا هذين حتى يفيئا). رواه مسلم. والمشروع للمسلم العفو عن أخيه المسلم إذا أساء إليه لما ورد في القرآن والسنة من الفضل العظيم في العفو والتجاوز عن صاحب الإساءة. فإن لم يستطع الإنسان العفو فإن له شرعاً الاحتفاظ بحقه ثم يقتص منه يوم القيامة إن لم يستطع أن يقتص منه في الدنيا وإن كان في قلبه هذا المعنى فلا يؤثر ذلك على قبول الصيام والأعمال الصالحة وحصول المغفرة لأن هذا التصرف مأذون فيه شرعا. إنما الذي يؤثر على ذلك ويجعل هناك مانع لقبول الطاعات هو الغل والحسد والبغضاء والهجران التي تكون ناشئة عن الظلم والتعدي على حق الغير أو طلب الزيادة على الحق الذي له أو الفجور في الخصومة ونحو ذلك مما يحرم فعله ، وهكذا فسر العلماء الشحناء الواردة في الحديث.

والحاصل أنه لا يؤاخذ الانسان شرعا على مطالبة الحق والقصاص في الدنيا والآخرة ولا ينقص ذلك في الدين ولا يخرم المروءة وقد فعل ذلك خيار الصحابة رضوان الله عليهم. ، وإن كان الأفضل ترك المطالبة والعفو مرضاة لله وطلبا لعفو الله وتجاوزه عنه يوم القيامة والجزاء من جنس العمل.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
19/11/1430


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية