اطبع هذه الصفحة


حكم النظرة الأولى وتخيلها في النفس

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة ولدي طفلة، بفضل الله ملتزمة وكذلك زوجي، أغض بصري ولا أشاهد التلفاز أو الجرائد أو المجلات خوفا أن يقع بصري على شيء لا يحل لي النظر إليه ولكن إذا وقع بصري بالمصادفة على شخص أو صورة فاني أغض بصري سريعا ولا أكرر النظر و لكني أتخيل هذا المنظر بيني وبين نفسي أو مناظر أخري رأيتها من زمن ويزينه الشيطان ويقنعني أن هذا الشخص أفضل منظراً من زوجي و بالرغم أني أجاهد نفسي أن لا يحدث هذا فاني أعود إليه مرة أخرى. قال لي البعض أن هذا الأمر ذنب أعاقب عليه وهذا ما أعتقده والبعض الأخر قال إنه حديث نفس.
فما الحكم في ذلك؟ ونسألكم الدعاء بالهداية وجزاكم الله خيراً.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. بداية احمدي الله على ما من عليك وزوجك من هداية وكف عن النظر الحرام وبعد عن أسباب الفتنة. أما نظرة الفجاءة التي لا يتعمدها المرء ولا يكرر فيها الانسان النظر ولا يتبعها بصره ولا يتلذذ فيها فهذه لا حرج فيها ولا يؤاخذ الإنسان عليها شرعا ولا يأثم بذلك لأنها وقعت عن غير قصد واختيار من المكلف ولأنه يشق التحرز عنها غالبا في الأسواق وغيرها من الأماكن العامة. ولا يكاد يسلم منه أحد ، ولذلك رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بقوله: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة). رواه أحمد. وفي صحيح مسلم عن جرير قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة. فأمرني أن أصرف بصري).

أما ما يرد عليك من تخيل هذه الصور في نفسك من فترة لأخرى مع دفعها فهذه من الخواطر التي ترد على النفس ولا يحاسب عليها الانسان لأنها من حديث النفس الذي يلقيه الشيطان في روع المؤمن فلا يكلف به لأنه لا يطيقه وقد عفا عنه الشرع لقول الله عز وجل: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به). متفق عليه. وعُفي عنه لأنه لا عمل فيه ولا عزيمة.
أما إذا استرسل الانسان معها واستجاب لها وتفاعل معها ووصل إلى مرحلة يتلذذ بها وتحمله على ارتكاب المعصية والفاحشة فهذا صار من الهم بالسيئة الذي يقترن به عمل القلب والنية السيئة وحينئذ يحاسب عليها الانسان شرعا ويؤاخذ بها ويأثم بذلك ما لم يتركها طاعة لله وخوفا من عقابه.

ويجب على المؤمن إذا وردت عليه هذه الخواطر والتخيلات أن يستعيذ بالله من الشيطان ويشتغل بذكر الله ويقطع التفكير بها ولا يسترسل معها ولا تضره بإذن الله ولو تكررت عليه.

فعلى هذا ما يحصل لك إنما هو مجرد حديث نفس وقد أحسنت في مجاهدتها واستمري على ذلك وليس عليك حرج فيما يحصل لك لأنه بغير قصدك واختيارك.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
17/11/1430


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية