اطبع هذه الصفحة


حكم صوم من أفطر على أذان خاطئ

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

بارك الله فيك يا شيخ أفطرنا على أذان المؤذن بناء على أنه أذن بعد دخول الوقت ثم تبين لنا أنه أذن قبل الوقت بعشر دقائق فهل صومتا صحيح وماذا يلزمنا.


الجواب :
الحمد لله. أنتم مخطئون في فطركم قبل الوقت وليس عليكم حرج شرعا لأنكم معذورون وقد رفع الله الحرج عن المخطئ كما قال تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا). وفي سنن ابن ماجه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه). أما صومكم فقد اختلف أهل العلم في صحته فذهب بعض التابعين إلى صحة الصوم حال الخطأ وهو مذهب الظاهرية ونصره ابن تيمية. وذهب عامة الفقهاء منهم الأئمة الأربعة وغيرهم إلى أن الصوم يبطل بذلك ولا يصح ويجب القضاء لأن الصائم في هذه الحالة لم يتم الصوم وقد أمر الله بإتمام الصوم في اليوم كله فهو كمن صلى صلاة ناقصة ولأن الشارع لم يعتبر الخطأ عذرا في صحة الصوم وإنما رخص حال النسيان فبقي ما سواه على الأصل ولما روى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عمه قالت: (أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس. قيل لهشام فأمروا بالقضاء قال لا بد من القضاء). وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفطر ذات يوم في رمضان في يوم ذي غيم، ورأى أنه أمسى و غابت الشمس فجاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين طلعت الشمس، فقال عمر: الخطب يسير، وقد اجتهدنا. قال مالك: (يريد بقوله: الخطب يسير القضاء فيما نرى والله أعلم وخفة مؤنته ويسارته يقول: نصوم يوما مكانه). وهذا القول هو الأرجح لأن الصوم ناقص والذمة مشغولة فلا يسقط الفرض ويعفى عنه إلا بدليل صريح ولم يرد في الشرع ما يدل على الرخصة فوجب التمسك بالأصل.
وكذلك الحكم في كل من أكل خطأ يظن أن الليل باق ثم تبين له طلوع النهار ، ومن أكل خطأ يظن دخول الليل ثم تبين له أن النهار باق ولم تغرب الشمس فصومه فاسد ويجب عليه القضاء.
وقد نص الفقهاء على ذلك. قال ابن قدامة: (وإن أكل يظن أن الفجر لم يطلع وقد كان طلع، أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت ولم تغب فعليه القضاء، هذا قول أكثر أهل العلم من الفقهاء).
أما إذا اجتهد الإنسان وأكل ليلا أو نهارا ثم شك ولم يتحقق له انه مخطأ فصومه صحيح عملا باليقين ولا يلزمه شيئ.
فعلى هذا يجب عليكم قضاء يوما مكان هذا اليوم الذي لم تتموا الصوم فيه حتى تبرأ ذمتكم.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
13/9/1431



 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية