هل يجب الإطعام في ترك صلاة القيام

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ياشيخ
أنا رجل كبير وأصوم والحمد لله لكن لا أستطيع أن أصلي القيام لمرضي لا في البيت ولا في المسجد فهل علي كفارة أو إطعام لتركي القيام وقد كنت مواظبا على الصلوات والسنن في المسجد وقت نشاطي لا يفوتني منها شيء.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله.
الحمد لله. صلاة القيام في رمضان سنة مؤكدة ليست واجبة في قول عامة الفقهاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه. فيستحب للمسلم المواظبة عليها وعدم تركها على حسب استطاعته ولا يجب كفارة ولا إطعام على من تركها لأنها ليست بفرض ولأنه لم يرد في الشرع وإنما الإطعام والكفارة يكون على ترك الصوم الواجب وإفساده وتأخيره في أحكام مفصلة وردت في الشرع وثبتت في السنة. فمن تركها مستطيعا فلا شيء عليه لكن فعله خلاف الأولى وفاته خير كثير لما روي في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو ناصحا له: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل). ومن كان عاجزا أو كبيرا فلم يستطع أدائها فلا شيء عليه وهو معذور شرعا ولا يلحقه ذم.
وإذا كان المسلم مواظبا على فعل الخيرات من فرائض ونوافل وذكر وتلاوة حال صحته وإقامته وفراغه كتب له أجور تلك الأعمال الصالحة كاملة لا نقص فيها حال مرضه وسفره فتجري عليه الأجور وهو محبوس في فراشه وشغله في سفره وهو لم يعمل شيئا تلك الساعة وهذا من لطف الله بعباده وسعة رحمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا). رواه البخاري. أما إذا كان مفرطا في عمل الصالحات مسوفا لها حال صحته وفراغه ثم أقعده المرض وابتلي بالأسفار لم يكتب له أجور الأعمال الصالحة وكان من المغبونين الخاسرين للدرجات العلى والمنازل الرفيعة في الجنة.
فعلى هذا لا يلزمك أخي لا كفارة ولا إطعام على عجزك عن صلاة القيام وأنت في سعة وأبشر بالخير ومضاعفة الأجور لحرصك على الطاعة حال استطاعتك.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
15/9/1432