اطبع هذه الصفحة


مشكلتي مع حسن الظن بالله

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

إني أحاول دائما اني أقرا عن حسن الظن بالله واليقين مسألتان دايما تورقني
حاولت وأقسم بالله اني أحسن الظن بالله بس داخلي متشاؤم لأني مريت بمصائب صعبه أكذب عليك إن قلت ما هدمتني من الداخل
مشكلتي تكمن واخاف إني أنطق بها لأدخل والعياذ بالله بالشرك أن الله لا يستجيب لي وكذبت نفسي الأماره بالسوء وصدق الله وعده في كتابه ادعوني استجيب لكم
وأنا يا عضو السنه في جهاد كبير مع نفسي لدرجة اني دعيت وسوست لي نفس ضربت نفسي بالحائط حتى وانا في بيت الله الحرام ادعو واجتهد بالدعاء ومن ثم تجيني وسواس نفس او شيطانيه يقل دعائي وارجع من اليوم الثاني واجتهد أااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانا في صراع
كذبت نفسي وصدق الله ورسوله

الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله. حسن الظن لا ينقطع عنه العبد حتى يموت والاستمرار في الدعاء حال المنع من حسن الظن بالله ولهذا يحب الله من عباده الملحين ، والله قد يدخر لك من الخير في الآخرة ويصرف عنك من الشر مثل ما ترجين حصوله في الدنيا وأعظم.
ثم نقطة مهمة قد يكون هناك موانع من قبول الدعاء تمنع من الاستجابة لمسئلتك ففتشي في حالك من أكل الحرام والشبهات والقطيعة وظلم العباد وغيرها.
ثم يجب أن توقني أن الله لا يضيع عملك الصالح أبدا وأنه سيحسن لك الخاتمة ويدخلك الجنة إن أحسنت القصد وعبدت ربك حتى يأتيك اليقين وهذا أعظم ما يحسن فيه الظن بالله.
وافهمي أن ليس حسن الظن محصور بمطالب الدنيا وتحقق الأماني بل حسن الظن مفهوم واسع يشمل خيري الدنيا والآخرة. فلا تقصري فهمك في هذا الباب.
ثم نقطة أخرى مهمة في هذا الباب أن حسن الظن قد يكون مع الحرمان وتعلق قلب العبد بالله وانقطاعه عن الخلق فيفيض الله عليه من الأنس والفرح ولذة المناجاة وهذا والله من أعظم العطاء في الدنيا.
ثم إنه من الخطأ أن يظن العبد أن الخير يكون في نوع معين من العطاء فقد يمنع الله عنك أمورا ويفتح عليك في أمور أخرى فأحسني الظن بربك.
وليس تحقق حسن الظن بالله يكون مع السعة والسرور والسعادة والفرح وإقبال الدنيا فهذا يسلكه البر والفاجر. إنما حسن الظن يتحقق ويحمد عند الفقد والحرمان وضيق الدنيا والحزن وانغلاق الأبواب.
حسن الظن يتحقق من العبد إذا جفاه الصديق وتنكبت له الدنيا وانقطع عنه الرزق وابتلي واشتد عليه الكرب ثم رفع يديه إلى السماء وقال يارب فرجك فرجك يارب لطفك لطفك.
وأم النقاط في هذا الباب أن تفهمي أن حسن الظن بالله ليس معناه في الأصل أن الله يجيب مسألتك ويحقق مطلبك كلما دعوتيه ورجوتيه من باب المكافأة فالله غني عنك وعن عملك وليس بحاجة لدعائك وعبادتك وإنما حسن الظن بالله عبادة مستقلة يتقرب بها القلب ويتأله معناها أن يكون العبد حسن الظن بحكمة الله ورحمته وقدرته وأنه يدبره على أحسن الوجوه وأتم الحكم أما النتيجة والثمرة فهذا أمر آخر لا يدخل في معنى حسن الظن في الأصل فلا تخلطي بين العمل وثمرته.
فمطلوب منك شرعا طاعة لله واتباعا برسول الله أن تحسني الظن بالله ولا تلتفي إلى النتائج سواء حصلت عند تحقق الشروط أو لم تحصل لوجود الموانع ، كما أن العبد مأمور بالصلاة في وقتها سواء نهته عن الفحشاء والمنكر أم لم تنهه.
والحاصل يجب عليك أن تستمري في حسن الظن وإن حصل لك شبهة أو عارض ففوضي أمرك لله واتهمي فكرك وقولي آمنت بالله واعلمي أن هذا من وساوس الشيطان اللعين ليقطع عليك الطريق إلى الله فاستعيذي منه. ولقد أعجبني ما ختمت به سؤالك.
وتنبهي إلى أن مجرد انزعاجك وطلبك الحق في هذه المسألة يدل إن شاء الله على إيمانك وحسن ظنك بالله فتمسكي بنصوص الشرع وأغلقي عنك أبواب الشر واقطعي التفكير بها.
وأخيرا ينبغي أن تعلمي أن فتورك في الدعاء والعبادة لا يدل على سوء الظن بل هو أمر طبيعي يقع للصالحين قد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فلا تنزعجي من هذا الأمر وتعاملي معه بهدوء.
وأنصحك أخيرا بكثرة التأمل في أفعال الله وأيامه في الكتاب والسنة وأحوال الأنبياء مع أممهم والصالحين.
فتح الله على علينا باليقين وحسن الظن وطهر نفوسنا من النفاق وسوء الظن.
والله أعلم وصلى الله على نبيا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد.
13/11/143


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية