اطبع هذه الصفحة


حكم الاستماع لخطبة المبتدع

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أبو عبيد الله عبد الرحيم الإندونيسي. أحسن الله إليكم
عندي سؤال. ما حكم انشغال المرء بقراءة شيء أثناء خبطة الجمعة لأن الخطيب من أهل البدعة و يتكلم ببدعته؟
جزاكم الله خيرا.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. يجب على المسلم شهود خطبة الجمعة في جامع البلد وقد ورد الوعيد الشديد فيمن تخلف عن شهود الجمعة في جملة من الأحاديث الصحيحة كحديث: (لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين). رواه مسلم.

وحضور صلاة الجمعة وراء الإمام المبتدع له حالتان:

1- أن يوجد في البلد جامع آخر يصلي فيه إمام من أهل السنة فحينئذ ينبغي ترك الصلاة خلف المبتدع والصلاة خلف الإمام السني اتقاء للشبهة في الدين وطلبا للسلامة من الفتنة وعدم تكثير لسواد أهل البدع.
2- ألا يوجد في البلد جامع إلا جامع المبتدع فحينئذ يجب الصلاة فيه ولا يجوز ترك الجمعة لأجل ذلك وصلاة الجمعة خلف إمام البدعة من منهج أهل السنة وتركها من شعار الخوارج وغيرهم من أهل البدع وقد بالغ السلف في إنكار ذلك وذموه ذما شديدا. قال ابن تيمية: (فإذا لم تجد إماما غيره كالجمعة التي لا تقام إلا بمكان واحد وكالعيدين وكصلوات الحج خلف إمام الموسم فهذه تفعل خلف كل بر وفاجر باتفاق أهل السنة والجماعة وإنما تدع مثل هذه الصلوات خلف الأئمة أهل البدع كالرافضة ونحوهم ممن لا يرى الجمعة والجماعة).

ومن صلى خلف الخطيب المبتدع المظهر لبدعته والداعي لها فاستماعه لخطبته فيها تفصيل:

1- إن كان حديثه في المعروف كالدعوة لأركان الدين وفضائل الأعمال وبيان الأحكام المشهورة استمع لخطبته وأنصت له ولم يشتغل بغير الخطية لعموم أدلة الإنصات لخطبة الجمعة كقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت). متفق عليه.
2- إن كان حديثه في البدعة وفي المسائل المشتبهة والأمور المخالفة للسنة فلا يستمع لخطبته لأن كلامه منكر لا حرمة له شرعا ولا يشرع الاستماع للمنكر وينشغل بما ينفعه من ذكر وتلاوة قرآن ومذاكرة علم وليكن ذلك بصوت منخفض حتى لا تتهمه العامة وتسيء الظن به. وقد كان أئمة السلف من الصحابة فمن بعدهم لا يستمعون للقصاص المبتدعة ويشنعون عليهم. كان ابن عمر يخرج من المسجد ويقول :(ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ما خرجت). وقال عبد بن مسعود: (إذا سمعتم السائل يحدث بأحاديث الجاهلية يوم الجمعة فاضربوه بالحصى). وكان مذهب سفيان الثوري ألا يستقبلوا القصاص بوجوههم بل عليهم أن يولوا البدع ظهورهم وأصحابها أيضا. وقال مالك: (وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب).
وإن كان السامع عالما مسموع الكلمة ورأى المصلحة في الإنكار عليه أنكر عليه أثناء الخطبة أو بعد الفراغ من الصلاة فإن كان يخشى ترتب مفسدة أعظم ترك الإنكار عليه تحصيلا لأدنى المفسدتين ودفع لأعلاهما ومكث ولم ينصت لخطبته واشتغل بأمر نافع.
وينبغي على أهل السنة في هذه الحال أن يسعوا جاهدين في بناء جامع يخص أهل السنة ويعينوا فيه إماما معروفا بصحة الاعتقاد وسلامة المنهج ليرفعوا الحرج عن أهل السنة وينتشر من خلاله التوحيد والسنة ويكون مركزا لأهل الحق.
أما إذا كان الإمام متلبسا ببدعة كفرية ظاهرة كالرافضة والجهمية ومشركة الصوفية فلا تصح الصلاة خلفه في جميع الأحوال لأن صلاته باطلة في نفسها فلا تصح بغيره وهذا متفق عليه بين أهل السنة.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
1433/2/5





 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية