اطبع هذه الصفحة


حكم قول اللهم آذي من آذى المسلمين

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

هل يجوز يا شيخ أن أقول في دعاء القنوت اللهم من آذى المسلمين في سوريا فآذه.

الجواب :
الحمد لله. لا يجوز أن يوصف الله يهذه الصفة على سبيل الإطلاق فيقال لله صفة الإيذاء أو يدعى بذلك فيقال الله مؤذ لأن لفظ الإيذاء في أصل اللغة معناه الإصابة بالأذى ويرد في القرآن بمعنى إلحاق الضرر والمكروه بالغير كما في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ). ويرد بمعنى العصيان كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ). ويرد بمعنى المعاقبة بالشتم والضرب كما في قوله تعالى: (وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا). ونسبة هذا المعنى لله مطلقا يقتضي السوء والنقص بالله والله منزه عن كل سوء ونقص كما هو مقرر في الكتاب والسنة.
أما إذا أطلق الانسان ذلك على الله في مقابل من يستحق ذلك ممن ظلم وتعدى على الغير فهذا جائز لا شيء فيه لأنه من مقتضى كمال عدل الله ومعناه اللهم ألحق الضرر والمكروه بالظالم وأصبه بأذى وعاقبه بما يستحق وهذا المعنى بلا شك ليس فيه إساءة أو انتقاص بقدر الله بوجه من الوجوه بل يتضمن الثناء والمدح لله لأنه عدل ورحمة فهو محمود في هذه الحالة. ونظير ذلك صفة المكر لا تطلق على الله إلا في مقام المقابلة بأهل المكر لأن ذلك يقتضي كمال القوة والعدل والعلم لله كما قال تعالى: (‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). فمكر الله بالماكرين محمود لا نقص فيه ألبتة لأن ترك المكر حينئذ يعد ضعف وخور وغفلة والله منزه عن هذا النقائص. وكذلك الله يكيد بمن يكيد به ويستهزئ بمن يستهزئ به كما ورد في القرآن.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
17/4/1434


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية