اطبع هذه الصفحة


سيدة تريد الانتحار

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السيد \ خالد
انا امرأه في سن اثنين وستون عاما ومتزوجه وليس لي اولاد
اريد ان اموت وساعات افكر في الانتحار بالرغم انى اصلى
وحاسة ان الله يكرهني وليست موفقة في أي شيء
فماذا افعل
وساعات افكر للذهاب الى دار المسنين
السيدة ............

الجواب :
 
الحمد لله. أختي الكريمة استمعي لهذه الوصايا التي نابعة من القلب:
أولا: يجب أن توقني أن الله منع عنك الولد لحكمة أرادها الله تخفى عليك فربما صرف عنك شرا عظيما أو ادخر لك خيرا في الآخرة وليست السعادة محصورة في الولد فكم من انسان رزق أولاد ويعيش تعاسة عظيمة بسببهم وكم من عقيم حرمت الولد وتعيش في سعادة عظيمة.
ثانيا: كونك لم توفقي في أسباب الدنيا ولم يكتب لك الحظ في الأعمال لا يعني نهاية دنياك وتعاستك لأن هذا مفهوم خاطئ أتانا من ثقافة الغرب المادية لأن الهدف الرئيسي من خلقك هو عبادة الله وكل شيء سوى عبادتك فهو وسائل وأسباب وأنت غير مخلدة في الدنيا وهذه الدنيا لا تستحق والله الحزن على فواتها لأنها زائلة وفانية ولا تبقى لأحد وكم من ملك وغني فارقها وحيدا مجردا من كل المتاع ولم ينفعه ماله وجاهه فلو حصلت على الدنيا ستتمتعي فيها فترة قليلة ثم تزول عنك ولا ينفعك إلا عملك الصالح فلا تحزني على فواتها ولا تجزعي لأنها تافهة.
ثالثا: كيف علمت أن الله يكرهك لأنك لم تحصلي على الدنيا ولم ترزقي الولد هذا اعتقاد خاطئ فلا علاقة أبدا بين عطاء الدنيا ومحبة الله وبين الفقر وكراهة الله لأن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما فتح على الكفار صنوف الدنيا ولا عجل لهم الطيبات وما منع الدنيا عن أحب عباده إليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
رابعا: تأملي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كيف ابتلي بلاء عظيما في أهله وولده وماله وتوفي ولده إبراهيم صغيرا وقد تعلقت نفسه الشريفة به وتوفيت ابنته وكان الفقر وقلة الزاد الغالب على حاله وآذاه قومه وطورد في ذات الله ومع ذلك صبر واحتسب الثواب من الله ولم يتسخط مثلك.
خامسا: المؤمنة حقا تصبر على سوء القضاء والمصائب والبلاء وتحتسب وتفوض أمرها إلى الله لتفوز بالجنة ورضا ربها وتجد والله لذة عظيمة وأنسا ما تجدها في غيره من العبادات فأين صبرك وإيمانك واحتسابك على ما أصابك واعلمي أن كل قضاء يقضيه الله عليك فهو خير ورحمة لك والله أرحم منك على نفسك.
سادسا: يجب أن توقني أن مجرد تفكيرك في الانتحار محرم والإقدام على الانتحار كبيرة من الكبائر العظيمة التي توجب على صاحبها الدخول في النار وقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يشدد في هذا الذنب ولا يصلي على قاتل نفسه ويكفيك وعيدا هذا الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً). فكيف تجعلين من نفسك عرضة للخزي في الدنيا وتدنسي سمعتك وتعرضي نفسك للدخول في النار وتخسري آخرتك مع أنه ذهب من عمرك الكثير ولم يبق إلا اليسير والانتحار ليس حلا لك لمشكلتك ولا يحصل لك راحة فيه وإنما تنتقلين به من الشقاء الأصغر إلى الشقاء الأكبر فالله الله أختي الفاضلة حذار من سوء الخاتمة.
سابعا: اقطعي التفكير في هذه الوساوس الشيطانية وتعوذي من خطرات الشيطان وأقبلي على ربك بالدعاء والذكر والصلاة وزيارة البيت وانطرحي بين يدي الله واسأليه الهداية والتوبة والثبات وحسن الخاتمة وأحسني الظن بربك وعظمي الرجاء فيه وتفاءلي وأنصحك بزيارة الطبيب واستشارة المختصين ومصاحبة الصالحات ومجالس الذكر وأبشري بكل خير فالله لا يضيع عملك الصالح وأنت على خير في محافظتك على أداء الصلاة فاستثمري هذا الخير في نفسك وأكثري منه.
اسأل الله أن يغفر لك ويهديك لكل خير ويسددك ويصرفك عن فعلة السوء ويختم لك بسعادة وخير. آمين آمين آمين.

المشفق عليك:
خالد بن سعود البليهد
16/6/1433

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية