اطبع هذه الصفحة


دعاء تيسير الزواج

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم
هل من ادعية أو رقية لتيسير الزواج.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله.
الحمد لله. لم يرد فيما أعلم دعاء خاص في السنة الصحيحة في باب تيسير الزواج وما وضعه بعض المشائخ من أدعية خاصة لتيسير الزواج فهو اجتهاد منهم ولا يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كل ما ورد في السنة من الأدعية الجامعة التي تكون سببا في تحصيل الحياة الكريمة والوسائل النافعة والسعادة شاملة لغرض الزواج وغيره فينبغي للمسلم أن يواظب على الدعاء بها لنيل الزواج الطيب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). كما في صحيح البخاري. والزوجة الصالحة داخلة في معنى الحسنة في الدعاء. وفي صحيح مسلم أرشد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا سأله كيف يسأل ربه فقال قل: (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك). ولا حرج على الإنسان أن يسأل ربه تيسير الزواج ويذكر أوصافا مهمة في الزوجة بأي أسلوب كان ولكن لا ينبغي أن يعتقد لهذا الدعاء خصوصية وكذلك المرأة تسأل ربها زوجا صالحا وتشترط فيه صفات معينة وينبغي مراعاة آداب الدعاء ويتأكد الدعاء باسم الله الأعظم والإلحاح على الله والإخلاص وحسن الظن بالله وإظهار الفقر والإلتجاء له وصدق التوكل عليه والبعد عن كل موانع الدعاء والإكثار من الاستغفار وإذا علم الله حسن مقصده وأنه يريد العفاف يسر له أسباب الزواج وسهل عليه كل الصعوبات وأزال المعوقات عنه.
أما الرقية فلا حاجة لها في الأصل لأنها شرعت للتداوي والوقاية من الأذى المتوقع وقوعه لكن إذا ظهرت أمارات تدل على إصابة الإنسان بالعين وغيرها مما تكون سببا في انصراف الخطاب أو عدم إتمام الملكة فهنا تشرع الرقية الشرعية بالآيات والأدعية الواردة في السنة والأدعية المباحة ولا أعلم رقية خاصة لأمر الزواج واردة في السنة وإنما يرقي بالرقية المشهورة وبما شاء من كتاب الله ومن وجد نفعا وبركة في آية معينة فيباح له استعمالها بلا حرج لكن لا ينبغي أن يعتقد خصوصيتها وأفضليتها على ما سواها فكل القرآن نافع وأفضله وأعظمه بركة ما ورد الفضل بخصوصه من الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذات ونحو ذلك وفضل الله واسع لا يضيقه أحد وإنما الشأن في قوة قلب الراقي وإخلاصه واجتماع قلبه على الله واعتقاد المرقي النفع في القرآن والإعراض عن كل أسباب المخلوقين وانتفاء الموانع.
وينبغي على المسلم أن يعلم أن الزواج نوع من الرزق كالمال والجاه والعلم والرئاسة قد ييسره الله للعبد مبكرا وقد يؤخره الله عن العبد ويمنع وقوع أسبابه وقد يحرمه منه بالكلية لحكمة بالغة إما عقوبة له لسبب ذنوبه أو دفعا لشر أعظم أو ابتلاء له في الدنيا لتعلو منزلته ويعظم ثوابه في الآخرة وغير ذلك من المعاني التي قد تخفى على العبد.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
28/11/1434

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية