اطبع هذه الصفحة


الإستمتاع عن طريق الإنترنت ليس في حكم الدخول في عقد النكاح

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم
لدي سؤال لو تكرمت شيخنا الكريم
شاب تزوج فتاة ولكن لم يدخل بها وسافر لبلد اخر وكان يهاتفها عن طريق الجوال وعن طريق الانترنت وكان يتحدثون باستخدام الكاميرا ليل نهار الم يعد هذا خلوة ؟؟؟ حتى انهم رأوا من كلايهما ما يراه الرجل من زوجته وقت الجماع والعكس ووصل الامر الا انزالهما للمني
وهو طلقها ويريد ارجاعها فهل يلزم عقد جديد لانها غير مدخول بها؟؟
ام يكفى ان يقول لها ارجعتك بحكم الخلوة ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله.
الحمد لله. فإن من المقرر في النصوص وآثار الصحابة أن من عقد على أمرأة ثم دخل بها وأرخى الستر فقد وجب المهر وتم الزواج شرعا ولم يقبل قوله في عدم مسيسه لها فإن فارقها حينئذ وجب عليه المهر كاملا وعليها العدة وإن أراد أن يراجعها أبيح له ذلك بلا عقد جديد. والدخول المعتبر شرعا هنا هو أن يخلو بها حسا ويحال دونه ودونها ويخلى بينهما في ستر لا يطلع عليه أحد عرفا بحيث يتمكن من وطئها لو أرادها بلا مانع أو مشقة. أما إذا لم يحصل الدخول بينهما وطلقها قبل دخوله بها فيجب عليه نصف المهر وتعتبر طلقته بائنة وليس على المرأة عدة ألبتة ولا يحل له الرجوع لها كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا .(وقد حكى ابن قدامة إجماع أهل العلم على ذلك وإن رغب أن يرجع إليها وجب عليه عقدا جديدا مستوفيا للأركان والشروط.
وأما التواصل والإستمتناع بين الزوجين عن بعد عن طريق وسائل الإتصالات من الإنترنت والجوال فليس خلوة شرعية معتبرة ولا يثبت به حكم الدخول شرعا بالزوجة قولا واحدا لأنه ليس حسيا وإنما هو معنوي وحقيقته الإستمتاع بالنظر والسمع ولا يعد وطئا ولا في مظنة الوطأ ولذلك لا يترتب عليه أحكام الشرع في حقوق النكاح وعقوبة الخلوة بالأجنبية وحد الزنا.
فعلى هذا ما حصل بينهما لا يعد دخولا شرعيا ولا يثبت به كمال المهر والعدة وقد وقع الطلاق عليها قبل دخوله بها ويعتبر هو الآن بالنسبة لها أجنبي ليس بينهما رابطة زوجية ويجب عليه إذا أراد نكاحها أن يأتي بعقد جديد وصداق جديد ولا يحل له الرجعة لها بلا عقد ولو فعل فيعتبر استمتاعه في حكم الزنا والعياذ بالله.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الفقير إلى عفو ربه
خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
14/1/1436

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية