اطبع هذه الصفحة


حكم صلاة المهموم وقت النهي

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

هل يحوز لمن أصابه هم أن يصلي في وقت النهي أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله. فقد صح في السنة النهي عن التطوع بالصلاة في أوقات النهي أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس).

وقد اتفق أهل العلم على حمل النهي الوارد في هذا الباب على التنفل المطلق بالصلاة مما ليس له سبب واتفقوا على جواز قضاء الفوائت من الفرائض لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها). متفق عليه. واختلفوا في التنفل بالصلاة التي لها سبب وارد في الشرع فمنعه جماعة من أهل العلم ورخص فيه جماعة ومذهب الشافعي وأحمد في رواية جواز الصلوات ذوات السبب مما ورد مشروعية فعلها عند تحقق سببها كسنة الوضوء وتحية المسجد وركعتي الطواف وقضاء ركعتي الفجر بعد الصلاة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة لأمر يفوت وقته وقضاء السنن الرواتب واختار هذا القول ابن تيمية وهو أسعد بالدليل.

أما من أصابه هم فلا يشرع له الصلاة وقت النهي لأنه لم يرد في الشرع ما يدل على أن صلاة الهم من ذوات الأسباب ولا يشرع للهم صلاة مخصوصة فيبقى النهي حينئذ على أصله وأما ما ورد في سنن أبي داود من حديث حذيفة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى). فهو حديث ضعيف لا يصح سنده إلا أن معناه صحيح في الشرع وله شواهد في السنة الصحيحة والمقصود منه اللجوء إلى الله حين نزول الهم بالفزع إلى الصلاة وطلب العون من الله والتقوي بالله بحسن التوكل عليه والرضا بقضائه والصبر على المصيبة واحتساب الأجر منه حتى يخف عليه أثر البلاء ويذهب عنه الحزن ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ). وروي أن ابن عباس رضي الله عنه نعي إليه موت أخيه قثم وهو في مسير مسافر فاسترجع وتنحى عن الطريق ثم صلى ركعتين ثم قام يمشي الى راحلته ثم تلا هذه الآية. فإذا نزل الهم على المؤمن استحب له أن يشتغل بالصلاة إن كان وقت الفريضة صلى وإن كان وقت النافلة صلى ما تيسر له وإن كان وقت النهي أمسك عن الصلاة واشتغل بالذكر وتلاوة القرآن والدعاء وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال: لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم). ويروى في سنن أبي داود عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت).

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الفقير إلى الله
خالد سعود البليهد
bInbulihed@gmail.com
8/8/1441


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية