اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 1

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

قال المصنف رحمه الله: (أنواع الكلام)

ابتدأ المصنف ببيان حد الكلام وأنواعه عند النحاة لأن معرفة الكلام هو الأساس الذي ينبني عليه سائر أحكام النحو وأحواله. فالإعراب والبناء وتغير النطق يوصف به الكلام ولولا الكلام لما وجد النحو لأن ثمرة النحو تصحيح نطق الكلام واستقامة الألفاظ.

 

(الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع).

شرع المصنف رحمه الله في تعريف الكلام عند النحاة فبين أنه ما اشتمل على أربعة أوصاف لا بد من تحققها فإن عدم أحدها لم يسم كلاما عند النحاة وبعض النحاة يعرفه بأمرين وبعضهم بثلاثة وهذا يرجع إلى وضوح بعض القيود واشتهارها والمقصود تقريب المعرف وإيضاحه أما ضبطه بلا اعتراض فمتعذر.

وهذه الأمور الأربعة هي:

1- أن يكون لفظا يعني مشتملا على لفظ مسموع فإن لم يكن ملفوظا فليس بكلام. فلا بد أن يكون لفظا مشتملا على شيء من الحروف الهجائية. أما ما دل على معنى بغير صوت كالإشارة واللوحة الإرشادية فليس بكلام على اصطلاح النحويين ويعد كلاما عند اللغويين.

2- أن يكون مركبا من كلمتين فأكثر سواء كان ظاهرا أو مقدرا. وكل كلام يصح النطق به يكون مركبا وهو إما أن يكون جملة اسمية كقولنا (الطالب مجتهد) فالطالب مبتدأ ومجتهد خبر. أو جملة فعلية كقولنا (يأكل الصبي) فيأكل فعل والصبي فاعل. وقد يكون إحدى الكلمتين محذوفة دل عليها سياق الكلام كقولنا (محمد) لمن سألنا (من الطارق). فمحمد مبتدأ والخبر محذوف تقديره الطارق دل عليه ما سبق من الكلام. المهم لا بد أن يكون الكلام مركبا من كلمتين فأكثر.

3- أن يكون مفيدا يعني يحسن سكوت المتكلم عليه من إفادة الخبر والوصف وغيره كقولنا (العلم نور). أما إذا لم تتم الفائدة وتشوف السامع لها فليس بكلام كقولنا (إذا طلعت الشمس) ثم نسكت فإذا وقف المتكلم على الشرط أو القسم أو المبتدأ ولم يتم الكلام فليس بكلام.

4- أن يكون موضوعا بالوضع العربي يعني اصطلحت العرب على المخاطبة بهذا الكلام. أما ما كان موضوعا بلسان الأعاجم كاللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الفارسية وغيرها فليس بكلام عند النحاة لأنه خارج عن قواعد العرب واصطلاحها.

هذا هو تفسير الكلام عند النحاة. أما الكلم فعندهم هو ما تركب من ثلاث كلمات ولم يفد معنى كقولنا (إن انتهى الدوام). أما الكلمة فتطلق على المفردة وتطلق أيضا على الجملة التامة كما جاء في القرآن والسنة. أما القول فهو اللفظ المفيد على علم أو حدث.

 

  أقسام الكلام


(وأقسامه ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى).

لما فرغ المصنف من تفسير الكلام انتقل إلى بيان أقسامه ليرتب على ذلك أحكام الإعراب فبين أن أقسام الكلام ثلاثة لا يخرج أبدا عن واحد منها وقد بنى النحاة هذا التقسيم الثلاثي على دليل الاستقراء بمعنى أنهم استقرأوا الكلام وتتبعوه فوجدوا أنه لا يخرج عن ذلك إما أن تكون الكلمة تدل على معنى مطلق بنفسها أو تدل على معنى مقيد بنفسها أو تدل على معنى لاقترانها بغيرها وليس ثمة قسم رابع.

وتفصيل هذه الأقسام على النحو الآتي:

1-الاسم: ومعناه في اللغة ما دل على مسمى أيا كان إنسانا أو حيوانا أو جمادا ذكرا أو أنثى مشتقا أو جامدا. قال تعالى في قصة آدم: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا). يعني مسميات كل شيء. وإعرابه: الواو عاطفة. وعلم فعل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والأسماء مفعول به. ومعناه في الاصطلاح: كل كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان فإذا أطلق الاسم على شخص دل على ذاته مطلقا منفصلا عن عامل الزمن فأحمد هو أحمد في الماضي والحاضر والمستقبل لا يتغير أبدا فالاسم لا يدل إلا معنى واحد تعيين الذات. مثاله: قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ). فكلمة القرآن في الآية اسم دل على كلام الله المنزل في كل وقت. وإعرابه: إن حرف ناسخ. وهذا اسمها. والقرآن بدل عنه. وجملة يهدي للتي هي أقوم في محل خبر إن.

2-الفعل: ومعناه في اللغة ما دل على وقوع الحدث أيا كان. قال تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ). وإعرابه: الواو حسب ما قبلها. ويعلم فعل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وما اسم موصول. وتفعلون صلة الموصول والموصول وصلته في محل نصب مفعول به. ومعناه في الاصطلاح: كلمة دلت على معنى في نفسها مقترنة بزمان. فأكل يدل على حصول الأكل في الزمن الماضي ويأكل يدل على حصوله في الزمن الحاضر وهكذا. فالفعل إذا أطلق يدل على أمرين: 1- حصول الحدث. 2- الزمن الذي وقع فيه الحدث.

وهو على ثلاثة أقسام:

1- فعل ماضي حصل وانقضى. مثاله قال تعالى: ((وكل شيء أحصيناه كتابا). وإعرابه: الواو عاطفة. وكل شيء منصوب على الاشتغال. وأحصيناه فعل ماض ونا فاعل والهاء مفعول به. وكتابا حال منصوب.

2- فعل مضارع يحصل في الحاضر ويتجدد. مثاله قال تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا). وإعرابه: يرسل فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. والسماء مفعول به. وعليكم جار ومجرور متعلقان بيرسل. ومدرارا حال منصوب.

3- فعل أمر يطلب حصوله في المستقبل. ومثاله: قال تعالى: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ). وإعرابه:  الفاء عاطفة. وذكر فعل أمر مجزوم والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. بالقرآن جار ومجرور متعلقان بذكر. ومن اسم موصول وجملة يخاف وعيد صلة الموصول والموصول وصلته في محل مفعول به لذكر.

3-الحرف: والمقصود منه الحرف الذي يدل على معنى أما الحرف الذي يتكون منه الكلمة فليس من أقسام الكلام.

فالحروف قسمان:

1- حروف مباني تتكون منها الكلمة لا معنى لمفردها.

2- وحروف معاني وهو المقصود هنا. والحرف لغة: الجانب والطرف. قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ). يعني على طرف. وإعرابه: الواو حسب ما قبلها. ومن الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف مقدر. ومن اسم موصول في محل مبتدأ. ويعبد الله جملة فعلية. وعلى حرف جار ومجرور متعلقان بحال فاعل يعبد.                       

ومعناه في الاصطلاح: ما دل على معنى بسبب اقترانه بغيره أما بانفراده فلا يدل على معنى. مثاله: قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى). فكلمة على في الآية تدل على العلو لاقترانها بالعرش أما إذا أفردت في الكلام فلا تدل على معنى ألبتة. وإعرابه: الرحمن لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع. على العرش جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف. استوى فعل والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة في محل رفع خبر.



 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية